وسط إجراءات أمنية مشددة، وتوقعات بأن تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي تشهدها الكويت السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني نسبة 50%، بدأ الكويتيون في رسم ملامح فترة سياسية جديدة.
الانتخابات تأتي بعد 3 سنوات من انتخاب مجلس أمة نال العديد من الانتقادات، بسبب قرارات وصفها البعض بغير الشعبية، كرفع سعر البنزين، والتحضير لرفع الدعم عن بعض الخدمات الحكومية الأخرى، فيما حذَّر البعض من مغبة بيع الأصوات، وتأثيره الضار على طبيعة النتائج.
هذه الانتخابات، التي تتم في خمس دوائر، ويحق فيها لـ483 ألف ناخب التصويت لاختيار 50 نائباً من بين 293 مرشحاً سيمثلون البرلمان الـ17 في الكويت، شهدت حملات توعية من قبل وزارة الداخلية للناخبين، حيث حذَّرت من التصويت للمرشحين مقابل الرشوة أو الخدمات.
صوتك أمانة#صوتي_لوطني pic.twitter.com/Fr7XSHwJ7B
— وزارة الداخلية (@Moi_kuw) November 25, 2016
وفضلاً عن حملاتها التوعوية، فقد كثَّفت الداخلية من إجراءاتها الأمنية تخوفاً من أي عمليات تخريب.
بوفيهات الطعام
"عربي بوست" جالت في عدد من مراكز الاقتراع المختلفة المنتشرة في محافظات الكويت، وكان اللافت هو حرص كبار السن على المشاركة رغم برودة الطقس النسبية، إذ وصلت درجة الحرارة في الفترة الصباحية إلى 18 درجة مئوية.
كما شوهد مشاركة غير قليلة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين قدموا إلى اللجان وبعضهم جالس على كراسي متحركة.
بوفيهات الطعام كانت حاضرة داخل مقرات الاقتراع وخارجها، فوفرت وزارة الداخلية تلك البوفيهات داخل اللجان لمنتسبيها، كما حرص بعض المرشحين على توفيرها خارج اللجان الانتخابية للناخبين.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن نتائج هذه الانتخابات رسمياً في وقت مبكّر صباح الأحد، بعد إغلاق اللجان أبوابها اليوم في تمام الساعة الثامنة، لكن العادة جرت على أن عملية الفرز اليدوي التي يتم نقلها عبر شاشات التلفزيونات الحكومية والخاصة تعطي تصوراً مبدئياً عن الفائزين الجدد في البرلمان الكويتي.
مشاركة كبيرة متوقعة
النائب السابق ومرشح الدائرة الأولى صالح عاشور، وهو أحد أبرز النواب الشيعة السابقين، قال في تصريح للصحفيين خلال تفقده اللجان الانتخابية، إنه "يتوقع نسبة مشاركة تصل لـ70%، كما يتوقع نسبة تغيير في أعضاء المجلس تصل لـ60%.
وأنحى عاشور باللائمة على نواب المعارضة السابقين الذين قاطعوا المجلس السابق، متهماً إياهم بالتأزيم، مضيفاً "هم ليسوا معارضة لأنهم لا يمتلكون أجندة وإنما هم مقاطعون".
وقال وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة السابق عبدالهادي الصالح في تصريح لـ"عربي بوست" -قبيل الإدلاء بصوته في منطقة الدسمة- إن الشعب الكويتي يوجه رسالة للمنطقة الإقليمية والعالم، بأنه مشارك في صنع القرار السياسي.
وأضاف أن الحملات الانتخابية كان تركيزها على موضوع محاربة الفساد، وبالتالي على الحكومة أن تُظهر جديتها في تفعيل القوانين ذات الصِّلة، والتاريخ يُبين أن الشعب الكويتي كان دائماً ما يستجيب ولو بنِسَب مختلفة في كافة المحافل الديمقراطية".
وعن عودة رموز المعارضة في المشاركة في الانتخابات بعد مقاطعة امتدت لأربع سنوات، أجاب: "القانون لم يمنع المعارضة من المشاركة، وعندما تكون كل الآراء والتوجهات ممثلة في البرلمان فهذا أمر صحي، ولكن الحذر أن يكون وصول المعارضة من أجل الانتقام ومحاولة إرجاع التوتر للساحة الكويتية، كما كانت عليه الحال قبل المجلس السابق"، على حد تعبيره.
النائب السابق الدكتور وليد الطبطبائي، وهو أحد أبرز نواب المعارضة السابقين المحسوبين على التيار الإسلامي، حذّر من بيع الأصوات الانتخابية مقابل الخدمات أو الأموال.
دكتور أتمنى أن تحمل علي الأكتاف غدا وانت مبتسما وفرحا وشجاعا كما عودتنا طيلة مسيره النيابية pic.twitter.com/ut9kXjcQaH
— كابتن عصام المذن (@6ZQambEVZnH9DFJ) November 25, 2016
وعلى تويتر، احتفى المغردون بهذا الحدث، عبر هاشتاغ احتل الترتيب الأول وهو #العرس_الديمقراطي، الذي طالب فيه المغرد ناصر الوعلان بعدم المجاملة.
إلي أهلي وعزوتي أهل الكويت لايطلع صوتك
مجاملة لايطلع صوتك لمعاملة خل صوتك حر
للكويت فقط #أمة2016#العرس_الديمقراطي— ناصر الوعلان (@nasr777m) November 26, 2016