"في ليلة ما، سيخرج من بين صفحات مجلدات التاريخ يفوح منه شذى العذاب والثورة والغد الضاحك، سيحمل الثورة والحب والغضب والدموع في داخله ويمضي بإيمان، تقتلع له الجبال أشبه بالأم التي تحمل صغيرها بين أضلعها.. يسقي الثورة من دمه ودمعه ويقتات من وجع الإخوة والصبية ومن شروخ الشيخوخة المعذبة".
في النزع الأخير جسد هرم ضرب الخيام والقوم نيام وأقسم: لا يعود المغضوب عليهم أبداً فهذه الأرض محرمة.. محرمة محرمة.. محرمة.
وراء الضباب نبي الغياب.. شاعر غراب.. من التراب إلى التراب.
بصوت الحق الهادر ورغم وسوسات المندس الغادر وبائع القفر وبائع السر ورغماً عن أنوف الحاشية.. وفي القلوب الموج الصاخب صاخب، وفي العيون السراب الكاذب كاذب، وبين الجنبات الوعد الصادق، ورغماً عن أنف المنافق والمارق، فأنت العقاب، وأنت التراب، وأنت الحر، فيك السر، وأنت الأمواج المتلاطمة وغاسل الندوب المتقادمة، وأنت التاريخ والحصن، وأنت الريح العاتية… وأنت الأخ، غاضب لوجع الثكالى واليتامى والمعذبين وصامد في وجه الغاصب.
سبع سنوات يحل الجفاف، وسبع أخر يحل الجراد، واللعنة لا تبرح ديارنا سبعاً بعد سبع.
كنا صغيرين، ومع طعم الحلوى ذقنا مرارة لم ندرِ كنهها إلى أن كبرنا وأصبحنا في الحنظل نجد طعم الحلوى الغائبة، ماتوا.. كم؟ من؟ لماذا قتلوا؟ ولماذا وضعوا مع الأوراق الصفراء في الدهاليز المظلمة؟ وكيف سجنت ذكراهم في أبعد المناطق منا وأشدها ظلمة؟
يسترسل: "ستراه وتعرفه، يحمل الجبال على كتفيه وفي قلبه جرح غائر وعلى جبينه غار – ثار – رحل يحلم بالعودة وعاد.. عاد.. عاد..".
لماذا تخاف الورود؟
تلك الطفلة رأيتُ البؤس في عينيها، وضعت يدها على كتفي، "فقط، لا تدعهم ينتزعون حيائي…".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.