اختار الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، الذي وصفه البعض بـ"قناص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، و"الجلاد المتأهب"، و"التنين"، وغيرها من الألقاب الدرامية، اختار الفائز في الموسم الأخير من برنامجه الواقعي المسمى "كوماندا" Komanda.
وفي الوقت الذي التف فيه المشاهدون حول التلفاز لمشاهدة الحلقة الأخيرة من البرنامج يوم الثلاثاء الماضي، أعلن قديروف الفائز، وهو فيليب فاريتشنكو البالغ من العمر 24 عاماً.
أُطلقت الألعاب النارية، وصدحت الأماكن بموسيقى البوب الروسية، عندما هنأ قديروف فائزه الجديد، وفقاً لمجلة "نيوزويك".
وبفوزه على 12 متسابقاً، حصل فاريتشنكو على أعظم جائزة في تاريخ برامج تلفزيون الواقع: وظيفة في قسم التنمية الاستراتيجية بالحكومة الشيشانية.
صمم رجل الشيشان القوي قديروف برنامجه على طريقة برنامج "المتدرب" (The Apprentice)، وهو برنامج تلفزيون واقع أميركي، يقيس مهارات الأعمال لدى المتسابقين، وشارك دونالد ترامب في إنتاجه، وفقاً لما جاء بمجلة فورين بوليسي.
ويشارك أكثر من 12 متسابقاً في برنامج قديروف. وفي كل حلقة، تتم تصفية المتسابقين الأضعف.
أداة أخرى للبرنامج
ويتخطى البرنامج كونه مجرد مسابقة تحاكي المقابلات الوظيفية التي يُختار خلالها الموظف المثالي، ويمتد إلى كونه أداة تحسّن الصورة الفظة للرئيس الشيشاني لدى عامة الشعب.
يريد برنامج كوماندا، وتعني "فريق"، أن ينسى المشاهدون انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان والتركيز على الجانب الوديع في شخصية قديروف، هذا الجانب الذي يُظهر الرئيس المحب لجمع الزهور البرية والمروض للخيول الجامحة.
ويمكن أن يساعد البرنامج قديروف أيضاً في لعب دور أكبر في السياسات الوطنية، على غرار ما حدث مع دونالد ترامب.
ويقول الصحفي القوقازي غريغوري شفيدوف لصحيفة نيويورك تايمز "إن الحكومة الشيشانية على دراية بتجربة ترامب وتجارب أشخاص آخرين نجحوا في توظيف الصور النمطية في الإعلام لصالح مستقبلهم السياسي. إنها حملة علاقات عامة سياسية. يبث البرنامج على مستوى البلاد وليس على مستوى محلي ويذاع على قناة 1 روسيا المملوكة للدولة".
لم يكن برنامج "كوماندا" المحاولة الوحيدة لقديروف لإدارة حملة علاقات عامة تحسّن صورته. فالرئيس الشيشاني مستخدم نشط لموقع إنستغرام، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، التي يستخدمها لنشر تأملاته السياسية، أو البحث عن قطته المفقودة، أو افتعال شجار مع جون أوليفر، نجم شبكة تلفزيون HBO حول القطة المفقودة، أو تهديد معارضيه السياسيين. لكن أياً ما كان يفعله قديروف فهو يجدي نفعاً، فلديه أكثر من 2 مليون متابع.
– هذا الموضوع مترجم عن مجلة "Foreign Policy" الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.