“أرامل هيلاري كيلنتون”.. هل فقدت صحيفة اليوم السابع مصداقيتها بعد نشرها هذا العنوان؟

قامت "اليوم السابع" بنشر صور لمجموعة من المصريين من النخبة الهاربة أو المطاردة أو المهاجرة لدواعٍ أمنية، ضمن قائمة نعتتها "اليوم السابع" بعنوان "أرامل هيلاري كيلنتون"، كناية عن حزنهم لخسارة هيلاري وفوز ترامب في الانتخابات الأميركية، وهو موضوع يبلغ من السطحية والسذاجة ما يخرج بـ"اليوم السابع" عن أي مهنية أو شرف في الأداء الصحفي.

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/23 الساعة 01:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/23 الساعة 01:55 بتوقيت غرينتش

الشرف هو الألماس الذي تضعه الفضيلة في إصبعها، يقصد فولتير أن الفضيلة ليس لها قيمة إن لم تكتمل بالشرف، فمن لا يملك الشرف لا يملك الفضيلة، وقد قسم الدكتور مصطفى محمود هذا الشرف إلى مراتب، فهناك رجل يصنع نفسه، وهناك رجل يصنع أولاده، وهناك رجل يصنع المجتمع، وهناك رجل يصنع التاريخ، وهو أشرف الشرفاء جميعاً، وإذا أردت أن تعرف نصيبك من الشرف، فاسأل نفسك يوماً: ماذا صنعت لأصبح أحسن من الأمس؟!

التاريخ -عزيزي الصحفي- هو ما يصنعه أرشيفك، فانظر إلى مراتب الشرف وقيم نفسك ومهنيتك، حتى لا يأتي عليك يوم تجد أن تاريخك الصحفي ما هو إلا "خالد صلاح".

خلال الأيام القليلة الماضية انكشف زيف خالد صلاح ومؤسسته "اليوم السابع" في التلاعب بعقول قارئيها بما يخدم أغراض المدير الفعلي لليوم السابع ولخالد صلاح وهو الجهات الأمنية، التي تخضع أكبر جريدة بمصر لإملاءاتها وتتحرك أقلام كتابها وفق تعليماتها.

قامت "اليوم السابع" بنشر صور لمجموعة من المصريين من النخبة الهاربة أو المطاردة أو المهاجرة لدواعٍ أمنية، ضمن قائمة نعتتها "اليوم السابع" بعنوان "أرامل هيلاري كيلنتون"، كناية عن حزنهم لخسارة هيلاري وفوز ترامب في الانتخابات الأميركية، وهو موضوع يبلغ من السطحية والسذاجة ما يخرج بـ"اليوم السابع" عن أي مهنية أو شرف في الأداء الصحفي.

من سوء حظ خالد صلاح و"اليوم السابع" أن من ضمن القائمة وضعوا صورة باسم يوسف، فما كان من الإعلامي الساخر والطبيب المصري إلا أن جعل من خالد صلاح هاشتاغاً عالمياً يلتصق باسمه اسم ثالث أصبح ملازماً له، كلما نظرت إليه تذكرت الهاشتاغ، كما جعل من "اليوم السابع" وصحفييها أضحوكة ومثالاً يجعلنا نوجه هذا المقال إلى الصحفي المصري حتى لا يكون خالد صلاح.

إن قلمك أخي الصحفي هو سلاحك الذي تواجه به الفساد، وتحارب به دون خوف أو مواراة كل مَن تسول له نفسه أن يتلاعب بالعقول، أو يظلم أو يخدع أو يزيف، فأنت الحقيقة التي إن فقدت مصداقيتها أصبحت مجرد أداة بيد من يتحكم فيها.

قلم الصحفي أمانة تماماً كمشرط الجرَّاح، إن أساء استخدامه أزهقت أرواح، وإن لم يكن الصحفي متحملاً للأمانة أفسد عقولاً وقتل ضمائر، وساهم في خروج أجيال ذات وعي زائف، فالجرَّاح قد يتسبب في مقتل إنسان واحد، أما الصحفي فقد يفسد ملايين البشر حتى بعد موته.

لا قيمة لصحفي بلا شرف، والشرف لا يأتي من فراغ، ولكنه تاريخك تضع فيه ما سيصبح لك فخراً وسيرة حسنة تمتد إلى أجيال، أو ما يفضي بك إلى خالد صلاح، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

الصحفي لا يليق به أن يكون تابعاً خاضعاً ذليلَ لقمة العيش وانتظار البدل النقابي واللهث خلف دخول النقابة، يتسول هذا، ويرشو هذا، ويقبل عطايا هذا، ويسعى لأخذ الصور التذكارية مع المشاهير، ويتملق أصحاب السلطة والمناصب والمال، ويحضر المؤتمرات والاحتفاليات في انتظار الامتيازات والهدايا أو حتى انتظار موعد الغداء المفتوح، أو تقديم التنازلات من أجل إغراءات رؤساء تحرير العصور البائدة.

الحقيقة أن الصحفي الذي لا يملك "الحرية" المؤسسية والمهنية والفكرية والأمنية والمجتمعية والذاتية، بضمير يقظ يتحمل المسؤولية.. فهو مجرد موظف وأداة يعمل لصالح هذا ولتنفيذ أغراض هذا، يخون قواعد وتعاليم صاحبة الجلالة؛ ليتحرك فقط كيفما شاء صاحب المصلحة، ووقتها لا يُصنف كصحفي وإنما يُصنف كـ"خالد صلاح".

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد