التقت النائبة الديمقراطية تولسي جابارد، المحسوبة على كل من التقدميين وعلى ستيف بانون كبير مستشاري دونالد ترامب، بالرئيس القادم الاثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تطالبه بأن يترك الدكتاتور السوري وشأنه. مدافعة بذلك عن بشار الأسد.
ذاع صيت النائبة الديمقراطية تولسي جابارد بين دوائر التقدميين، بما يجعل اجتماعها بالرئيس القادم دونالد ترامب استثنائياً وفريداً من نوعه من الوهلة الأولى، وفق ما ذكر موقع الدايلي ميل.
ومع ذلك، تدافع عضوة الكونغرس عن هاواي أيضاً عن مواقف الدكتاتور السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تتفق مع السياسة الخارجية للإدارة الأميركية القادمة.
وتعد جابارد، المحسوبة على كبير مستشاري الإدارة الأميركية القادمة ستيف بانون، أول عضو ديمقراطي بالكونغرس وأول مؤيد للمرشح بيرني ساندرز يلتقي بالرئيس ترامب وجهاً لوجه.
واستشعاراً منها بانتقادات اليسار جراء اجتماعها مع ترامب، أصدرت بياناً بررت فيه اجتماعها حول السياسة الخارجية بكونه ضرورياً حتى يتمكن اليمين واليسار من التوصل إلى "أرضية مشتركة".
لهذا تريد بقاء الأسد وترفض حظر الطيران
مع ذلك، فقد أدرجت أيضاً اعتذاراً يبرهن على ولائها للأسد، مشيرة إلى ضرورة ألا تواجه الولايات المتحدة روسيا، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى نشوب نزاع وأشارت إلى وجوب بقاء الأسد في سدة الحكم واعتبرت أن أي محاولات لخلعه تعتبر "غير قانونية".
وقالت جابارد "حدثته عن مخاوفي بشأن تصعيد الحرب في سوريا، حيث أن تنفيذ منطقة حظر الطيران المزعوم سوف يكون كارثياً على الشعب السوري وعلى بلادنا والعالم أجمع. ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من الضحايا والجرحى وإلى تفاقم أزمة اللاجئين ودعم تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة ويضعنا في مواجهة مباشرة مع روسيا بما قد يؤدي إلى اندلاع حرب نووية".
رفضت إدانة العنف
قد يبدو ذلك بمثابة بيان معتاد يصدره التقدميون المناهضون للحروب، ولكنه حينما يقترن بتصريحاتها وأفعالها السابقة، فإنه يكون التماساً ورجاءً للإبقاء على الأسد. ففي مارس على سبيل المثال، كانت جابارد هي النائبة الديمقراطية الوحيدة وواحدة من بين 3 نواب بالكونغرس يصوتون ضد مشروع قرار يدين العنف الذي يقترفه نظام الأسد ضد السكان المدنيين.
لطالما كانت تدافع عن نظام بوتين وكتبت في سبتمبر/أيلول 2015 على سبيل المثال خلال اليوم الأول من التدخل الروسي في سوريا "من العجيب أننا نحتج على القصف الروسي لهؤلاء الإرهابيين". وروسيا هي المسؤولة عن الهجمات الموجهة ضد قوات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة في سوريا وضد موكب المساعدات الذي يسلم مواد الإغاثة إلى المدنيين والمرافق الطبية.
تجاهل الحرب
ويرى النقاد أن اجتماع جابارد مع ترامب ثم إصدار مثل هذا البيان يعد بمثابة دعم من قبل كلا الحزبين لإدارة ترامب من أجل تجاهل جرائم الحرب التي يقترفها الأسد، بما في ذلك قصف السكان المدنيين واستخدام الأسلحة الكيميائية. وتتفق جبارد مع ترامب على ضرورة إغلاق الباب أمام اللاجئين.
وذكر إيفان باريت، المستشار السياسي لائتلاف سوريا الديمقراطية، وهي مجموعة سورية أميركية تنضوي تحت مظلة المعارضة "يطالب كلاهما على مدار سنوات بالسماح للدكتاتور بالخروج الآمن، بينما يكثفان إجراءات التدقيق على الأمهات والأطفال بمخيمات اللاجئين الذين يرغبون في المجيء إلى الولايات المتحدة. وتعد تولسي جزءاً من العقلية الانطوائية التي أدت بنا إلى انتخاب ترامب؛ وينبغي ألا يندهش أحد حينما يتفقان على استرضاء الطغاة والمستبدين وإغلاق الباب أمام أشد بؤساء العالم".
لقي نحو 470 ألف شخص مصرعهم خلال الحرب الأهلية السورية اعتباراً من شهر فبراير/شباط. ويتحمل نظام الأسد بصورة أكبر من تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن حالات الوفيات في سوريا.
أكبر مذابح جماعية في التاريخ
وذكر رئيس لجنة التسليح بمجلس الشيوخ جون ماكين خلال عطلة نهاية الأسبوع بمؤتمر هاليفاكس للأمن الدولي "يتم اقتراف أكبر مذابح جماعية في التاريخ بينما نناقش قضايا لا تكاد تحظى بأي أهمية"، موبخاً الصحفيين وصانعي السياسة على حد سواء جراء التركيز على شائعات تعيين الإدارة الأميركية الجديدة.
في النهاية، يشير اجتماع ترامب وجابارد إلى توجه الإدارة الأميركية نحو استرضاء الحكام المستبدين وهؤلاء الذين كانوا منبوذين من قبل العالم لحين وصول هذه الإدارة الجديدة إلى السلطة.
وذكرت جابارد خلال بيانها "شعرت أنه من المهم أن أستغل هذه الفرصة للقاء الرئيس القادم الآن قبل أن يجرنا قرع الطبول على يد المحافظين الجدد إلى تصعيد الحرب من أجل الإطاحة بالحكومة السورية"، وهي ملحوظة غريبة باعتبار أن الرئيس ترامب ليس سوى واحد من المحافظين الجدد.
وتضمن بيانها ما يلي: لقد أعربت عن قلقها من الإطاحة بالحكومة السورية، ولكنها أغفلت مئات الآلاف الذين لقوا حتفهم في هذه البلاد على أيدي تلك الحكومة.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Daily Beast الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.