تنويه: هذه التدوينة بالعامية المصرية
مش عارفة إيه سر ارتباط الشتا بالمشاعر وانك دايماً تلاقي نفسك بتفكر في الناس اللي مبقوش معاك؟
إيه علاقة الشتا بإنك تلاقي نفسك محتاج الشخص اللي واحشك فا تلاقي نفسك مسكت موبايلك عشان تتصل بيه أو تبعت له رسالة، وفجأة تحس إن الموبايل ساقع أوي علي إيدك وكإن النهاية اتجسدت في سقعة الموبايل دية عشان تفكرك إنه خلاص مبقاش ينفع تكلمه أو حتي تبعت له رسالة فا تجبرك تسيب موبايلك..
ليه الشتا بيزود فينا المشاعر والإحساس! إيه العلاقة بجد؟ ليه كل المشاعر اللي بنبقى عادي "راكنينها" جوانا في الصيف أول ما الشتا بيبجي بيطلعها من جوانا؟
الشتا بيبردنا أوي من جوانا.. الشتا دايماً بيفكرنا بناس مبقتش معانا.. بيفكرنا بناس لسه معانا بس اتغيروا ومبقوش زي ما كانوا.. بيفكرنا بنفسنا والفرحة اللي كانت جوانا أيام ما كنا مع اللي فارقنا.. بيفكرنا بالمكالمات الطويلة اللي كنا بنتكلمها معاهم، اللي كانت وقتها مشاعرنا بتخلينا مش حاسين بأي برد..
وفي وسط ما بتفتكر اللي فارقك هتلاقي موبايلك رنّ أو حد نادى عليك فا هتلاقي نفسك اترعشت من البرد اللي انت فيه؛ نظراً لإن مشاعرك اللي انت كنت قاعد بتفتكرها وكانت مدفياك، فارقتك.. بالظبط نفس إحساسك لما حد فجأة يشيل من عليك البطانية.. هتبرد.. هتترعش.. وده بالظبط وجع الشتا إن سقعته وبرده مش بس بتطول جسمنا لا بتطول قلبنا وجوانا..
كوباية كاكاو في برد الشتا وقعدتك علي كنبة وأغنية كنت بتسمعها مع اللي فارقك وسقعة برجفة شديدة ترج جسمك.. الحاجات ديه كفاية إنها تأكدلك إنك مش ناسيه وعمرك ما هتنساه.. كفاية إنها تاكدلك إن ضحكك الفترة اللي فاتت كان سببه إنك كنت راكن مشاعرك فوق، جنب لبسك الشتوي، وإن أول ما الجو برّد والشتا جه، وأول ما نزّلت لبسك الشتوي هتعرف إنك نزّلت معاه ذكرياتك واللي واحشك، وفي الوقت ده هتلاقي مشاعرك جت تفكرك إنها لسه موجودة وهتلاقيها تقولك إنك وانت بتطلع لبسك الصيفي فوق الدولاب تطلع معاهم كلمة "نسيته" وتطلع كمان "ضحكتك" وجملة "أنا زي الفل من غيره"!
وكالعادة، المشاعر مبتخضعش لأي قانون وأبسط دليل إنها "بتنكمش" بالحرارة و"بتتمدد" بالبرودة!
جه الشتا وجه معاه ذكريات لناس موجودة في الحياة بس مش موجودة جنبنا..
برودة الجو بتتحل بجاكيت تقيل يدفيك إنما برودة القلب والمشاعر فمفيش حاجة أبداً بتقدر تدفيها.
جه الشتا وجه معاه وجع القلب وكوباية كاكاو والقعدة لوحدنا والابتسامة اللي بتيجي علي وشنا لما بس بنفتكر صوت اللي فارقنا.. الابتسامة اللي بتنتهي بدمعه تنزل من عينيك برودتها على خدك الدافي هي اللي بتفوقك وتخليك تبلع ريقك وتقرر تنهي يومك وتنام..
جه الشتا.. وجه معاه برد المشاعر وساقعة القلب..
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.