أثار اقتراح ببناء مشاريع سكنية بمدينة مونتريال، تستهدف المشترين المسلمين، موجةً عارمة من الانتقادات من كافة الأحزاب السياسية الرئيسية الثلاثة في إقليم كيبيك الكندي.
ونقل تقرير نشرته النسخة الكندية لـ"هافينغتون بوست"، الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، عن صاحب الفكرة نبيل وردة، وهو كندي من أصول مصرية، قوله: إن العديد من المسلمين يعتبرون الفائدة البنكية خطيئة، ما يجعل شراء منزل أمراً صعباً بالنسبة لهم.
وبحسب صحيفة Toronto Star فإن نبيل ولد مسيحياً، وتحوَّل للإسلام في العقد الرابع من عمره، وصوَّت لصالح سيادة إقليم كيبيك خلال الاستفتاء الذي أجري عام 1980.
الشريعة الإسلامية
وقال نبيل للصحيفة: "الكثير من المسلمين يؤمنون أن الفائدة البنكية نوع من الربا، لذا يعتبرونها خطيئة كبيرة جداً جداً. هناك العديد منهم ممن يملكون 30 أو 40 أو 50 ألفاً، لكن إن أرادوا شراء منزل بمبلغ 150 ألف دولار، فعليهم الانتظار لعشرين عاما".
وتتلخص خطة نبيل ببناء 80 منزلاً على 100 هكتار من الأرض في الضاحية الجنوبية لشواطئ مدينة بروسارد. ثم يُقدم للمشترين تمويل يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، ما يعني أن البنك سيكون مالكاً للمنزل ويستوفي الإيجار (أي الإيجار المنتهي بالتمليك).
وأوضح نبيل لصحيفة National Post: "يمكن أن نسميها نحن مسألة فنية، لكن بالنسبة للمسلمين الملتزمين فإنها ليست كذلك". لكن العديد من السياسيين في إقليم كيبيك عارضوا هذا المقترح واتهموه بالتفرقة.
غيتو
وقال عضو المجلس الوطني وتحالف مستقبل كيبيك إيريك كير في حديثه لصحيفة Montreal Gazette معلقاً على المقترح "إنه يريد بناء غيتو (حي تسكنه الأقليات)". وتابع: "لا نقبل في مجتمعنا أن نبني مكاناً يحتكره الأشخاص المتدينون. تخيل أن نبني مكاناً خاصاً لبيض البشرة، هل ذلك مقبول؟ الإجابة هي لا".
ووصل الأمر إلى حد تدخل رئيس وزراء الإقليم، فيليب كويلارد الذي قال لصحيفة Star "للتمييز وجهان كما للإدماج. نحن نفضل وجود التنوع في المناطق السكانية من حيث الثقافة والدين على حد سواء. إنه أمر لن نتنازل عنه" .
لكن نبيل وردة يقول إن غير المسلمين مرحب بهم للعيش في هذه الضاحية المقترحة ما داموا يطبقون نفس القيم. وأردف متحدثاً مع صحيفة National Post "لن يكون هنالك من يقود سيارته تحت تأثير الكحول. إذا أردت أن تشرب الكحول، فافعل ذلك في بيتك".
وتابع: "يجب أن ترتدي النساء ملابس محتشمة. لا نريد أن تعيش هناك نساء يمشين بالشارع شبه عاريات. نحن لا نحب ذلك. إذا أردن فعل ذلك فليذهبن للعيش في مونتريال".
وما زال هذا المقترح مجرد فكرة في الوقت الحالي، إذ يخطط نبيل لعقد اجتماع في مسجد بروسارد التابع لمركز الجالية المسلمة في الضاحية الجنوبية لشاطئ المدينة يوم الجمعة، بهدف استمزاج آراء المشترين، في وقت ينأى به القائمون على المسجد بأنفسهم عن هذا المشروع.
وصرحت إدارة المسجد قائلة: "نحن نشجع التكامل والاندماج بين أفراد مجتمع كيبيك. نحن فخورون بكوننا من كيبيك ومن كندا".
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الكندية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.