هكذا ساعدت وسائل الإعلام دون قصد في وصول ترامب للبيت الأبيض.. سُخِّرت لإفشاله فكان العكس

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/09 الساعة 05:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/09 الساعة 05:48 بتوقيت غرينتش

كتبت مارغريت سوليفان، الصحفية في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، مقالاً تنتقد فيه عدم قدرة وسائل الإعلام على التكهن بفوز ترامب وغض طرفها عن الحقيقة المؤلمة بإمكانية فوزه.

وتقول سوليفان "إن الإعلام لم يشأ التصديق بأن ترامب قادر على الفوز في الانتخابات. غابت القصة عن الإعلام. لقد أراد الناخبون الأميركيون أمراً مغايراً. رغم صوتهم المرتفع، لم يستمع الصحفيون إليهم ولم يفهموهم.

لم يستوعب الإعلام أن الحشود الضخمة التي كانت تتواجد في الفعاليّات الانتّخابية لترامب قد تترجم إلى أصوات لصالحه.

كان يصعب عليهم تصديق أن الأميركيين قد ينتخبون يوماً شخصاً سخر من معاق وتبجح بتحّرشه الجنسي بالنساء وصدر خطاباً يتسم بالكراهية ضد النساء والعنصرية ومعاداة السامية.

وتابعت بقولها إن فوز ترامب أمر مروع. لذا سادت الأفكار غير المنطقية والسحرية على عقول الصحفيين والتي تطمئنهم باستحالة وصوله إلى البيت الأبيض.

ورغم زيارة الصحفيين للولايات التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري وإجرائهم لقاءات وحوارات مع عمال مناجم وعاطلين عن العمل، لم يأخذوا آراءهم على محمل الجد.

وقالت سوليفان: "أبعد ترامب الصحفيين، الذين وصفهم بالحثالة والفاسدين، لدرجة جعلتهم غير قادرين على رؤية ما أمام أعينهم. لقد ظللنا نراجع مواقع استطلاعات الرأي ونطمئن أنفسنا رغم أننا نعرف جيداً أن استطلاعات الرأي ليست الانتخابات".

على كل حال، كان من الصعب التكهن بنتيجة انتخابات، تشهد هذا القدر من الضغط السياسي غير المسبوق. لقد ساهم من توقعوا فوز كلينتون في دعم حظوظ ترامب للفوز في الانتخابات.

يجسد الوضع الحالي فشلاً ذريعاً. ورغم أن أكل الغراب ليس شهياً على الإطلاق، فإننا مجبرون على هضم ريشه ومناقيره خلال الأسابيع والأشهر وربما السنوات القادمة، في إشارة إلى تقبل نتيجة الانتخابات بفوز ترامب.

وترى سوليفان أن الإعلام ساعد ترامب على الفوز في الانتخابات. فتقول "هل صنع الصحفيون ترامب؟ بالطبع لا، فإنهم لا يمّتلكون هذه القدرة. لكنهم ساعدوه بشكل كبير عبر تغطيتهم لفعاليّاته وتركيزهم المستمر على تطورات قضية تسريبات البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون".

وتابعت سوليفان بقولها: "لست معجبة بالملياردير بيتر ثيل، في الواقع أجده شخصاً مروعاً. لكنه تحدث مؤخراً في نادي الصحافة الوطني وقال شيئاً صدمني عن دونالد ترامب".

قال ثيل حينها: "إن وسائل الإعلام تتعامل مع أحاديث ترامب بمعناها الحرفي. لم تتعامل يوماً ما بجدية مع ما يقوله، لكنهم كانوا يركزون على المعنى الحرفي لكلامه".

وتوضح سوليفان بأن ثيل كان يقصد أن الصحفيين أرادوا الحصول على معرفة دقيقة حول الكيفية التي سيرحّل بها ترامب المهاجرين الذين لا يحملون وثائق رسمية أو كيف سيخلص العالم من تنظيم داعش. كنا نريد الحصول على تفاصيل.

لكن العديد من الناخبين يفكرون بشكل مختلف. لقد كانوا يأخذون كلام ترامب على محمل الجد ولم ينزعجوا من المعنى الحرفي لحديثه.

يقول ثيل: "لقد أدرك الناخبون أن ترامب لن يبني حقاً حائطاً لمنع تدفق المهاجرين. لكنهم فهموا من كلامه أنه سيتبنى سياسة للهجرة أكثر رشداً".

لقد استوعب ترامب على الأرجح ما يشعر به الأميركيون تجاه قضايا معينة كالتجارة والهجرة.

وعلى الرغم من نشر تقارير صحفية عديدة عن إحباطات الناس فيما يتعلق بهذه القضايا، لم تتعامل وسائل الإعلام بالجدية الكافية معها.

وتتابع سوليفان بقولها "على الرغم من الصورة التي يرسمها الصحفيون عن أنفسهم بأنهم ساخرون وأقوياء، لقد تبين أنهم مثاليون وساذجون. كنا نريد الإيمان ببلد تكون الأخلاق والقيم المدنية على رأس أولوياتها وأن شخصاً بهذا القدر من الوقاحة والشر المفرط لا يمكن انتخابه رئيساً لأننا نصدق بأن الولايات المتحدة الأميركية أفضل من هذا".

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد