تم استجواب مسلمين أميركيين في 8 ولايات خلال عطلة، نهاية الأسبوع، بخصوص تهديد إرهابي قبل الانتخابات، بحسب منظمة حقوق مدنية.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأسبوع الماضي أنه تلقى تهديداً من القاعدة، من المخطط تنفيذه يوم الاثنين. استهدف التهديد ولايات نيويورك وفيرجينيا وتكساس، لكن لم تُعلن أية تفاصيل أخرى، بحسب ما ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تلقى مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) تقارير من مسلمين أميركيين في 8 ولايات تقول إن هناك عملاء فيدراليين تواصلوا معهم، ويريدون التحدث حول التهديد المزعوم. وتضمنت تلك الولايات كاليفورنيا وواشنطن وميشيغان وبنسلفانيا وكنساس وأوكلاهوما وفلوريدا وتكساس.
وقال حسن شبلي، محامي ومدير مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في فلوريدا، لصحيفة "واشنطن بوست"، إنه تلقى 6 مكالمات من عملاء فيدراليين يطرحون أسئلة في نهاية هذا الأسبوع.
وأكد شبلي أن موكليه كانوا يُسألون 8 أسئلة متتالية، والكثير منها يتعلق بالقاعدة مباشرةً.
وزعم المحققون أن التهديد مرتبط بفاروق القحطاني، أحد كبار قادة تنظيم القاعدة، الذي قُتل في غارة أميركية بطائرة دون طيار في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وسُئل الأشخاص الذين تمت مقابلتهم نهاية هذا الأسبوع إن كانوا يعلمون أي شخص قُتل في الغارات، وإذا كانوا يعرفون أي شخص قد يرغب في إيذاء الأميركيين في الداخل أو الخارج.
وأوضح شبلي أنه يبدو أنه لا توجد أي علاقة بين أولئك الذين تمت مقابلتهم (وكان من بينهم قائد مجموعة شبابية والكثير من الأطباء الأثرياء) وبين التهديد، إلا التشابه في الدين أو الانتماء العرقي. واتضح أن كل الذين تمت مقابلتهم من أصل أفغاني أو باكستاني.
كما قال لصحيفة "واشنطن بوست": "إن أفعال مكتب التحقيقات الفيدرالي – بإجراء عملية مسح لزعماء المسلمين الأميركيين في عطلة نهاية الأسبوع قبل الانتخابات – أمر مشين للغاية وغير دستوري. يعادل هذا زيارة الفيدراليين للمسيحيين الملتزمين؛ لأن شخصاً ما في بلاد ما وراء البحار هدد بنسف عيادة للإجهاض. وهذا منافٍ للعقل ومُشين".
ولفت شبلي إلى أنه اتصل بالعملاء الفيدراليين الذين تواصلوا مع موكليه، وقالوا له إن الأسماء والأسئلة أعطيت لهم من قِبل المقر الرئيسي لمكتب التحقيقات الفيدرالي. وأضافوا أن الأشخاص الذين تم استجوابهم لم يُعتبروا من المشتبه بهم.
ومع ذلك، يقول شلبي إن مثل هذه الحملات تشكل خطراً على العلاقات مع المجتمع الإسلامي الأميركي. وأضاف: "لسوء الحظ نتعامل مع بيئة ليست ودية للغاية مع المسلمين الأميركيين". وتابع: "البيئة معادية جداً للمجتمع الإسلامي الأميركي".
وبعد تلقي تقارير تفيد بأن المسلمين الأميركيين يخضعون للاستجواب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي في الفترة التي سبقت الانتخابات، أرسل مسؤولو مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في جميع أنحاء البلاد بعض التحذيرات، وقاموا بتذكير المسلمين بالقيام بدعوة محامٍ على الفور ما إن يظهر وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي أمام باب منزلهم.
وقالت علياء سالم، مديرة مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية بولاية نورث تكساس، في مقطع فيديو على الإنترنت: "تطبيق القانون أمر مُهم للغاية لدينا. فمكتب التحقيقات الفيدرالي يخدم غرضاً هاماً في بلادنا".
وتابعت: "لكن علينا أن نفعل ذلك بجانب الاحتراز لحقوقنا والمساعدة على حماية عائلاتنا ومجتمعاتنا من أي عدوان غير مبرر أو من التنميط". وعندما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن التهديد خلال الأسبوع الماضي، قالوا إنها كانت غامضة وإنهم مازالوا يقيمون مدى مصداقيتها.
وأصدر كل من مكتب التحقيقات الفيدرالية وإدارة الأمن الوطني تصريحات تقول إنهم كانوا "يقظين ومستعدين جيداً" للدفاع ضد أي هجوم إرهابي، وإنهم كانوا يعملون مع وكالات أخرى لـ"تحديد وتعطيل أي تهديد محتمل للأمن العام".
ويراقب المسؤولون الرحلات الدولية القادمة والذاهبة، ومعهم قائمة من المشتبه بهم المحتملين في منطقة نيويورك. وزُعم أن تكساس كانت على قائمة الولايات المستهدفة؛ لأن الإرهابيين يمكن أن يستغلوا حدودها الجنوبية مع المكسيك للعبور بطريقة غير مشروعة إلى البلاد.
وأصدر حاكم الولاية غريغ أبوت بياناً الجمعة الماضي، محذراً مواطنيه وحثهم لأن يكونوا في حالة تأهب ويقظة وأن يقوموا بالإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
وتراجعت بالفعل احتمالات التصادم في السباق الرئاسي المليء بالضغائن بين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، وعلى رأس أسباب تلك الاحتمالات جاء تهديد اختراق الحواسيب ومخاوف من أن روسيا أو غيرها من الدول أو الجهات يمكن أن تنتشر معلومات سياسية مُضللة عبر الإنترنت أو تعبث بالتصويت.
وبينما تحشد السلطات الفيدرالية والمحلية الدفاعات السيبرانية للتصدي لأي تهديد إلكتروني لأنظمة التصويت قبل يوم الانتخابات، يقوم البعض الآخر باتخاذ خطوات إضافية للدفاع ضد أي اضطرابات مدنية أو عنف من الممكن أن يحدث.
–
هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.