قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لنواب البرلمان بأن مصادر استخباراتية تعتقد أن البغدادي خرج من المشهد
وتعتقد مصادر مخابرات غربية أن قائد تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي، لم يعد في الموصل، على حد قول جونسون.
وفي إشارة استثنائية للمخابرات، ذكر وزير الخارجية البريطاني أن التسجيل الصوتي للبغدادي الخميس 3 نوفمبر/تشرين ثاني 2016، الذي يدعو فيه لإيقاع الهزيمة بالقوات العراقية التي تحارب لتحرير الموصل، كان "يدعو للمفارقة؛ لأن بعض المخابرات تملك أدلة على هروبه من المشهد، ورغم ذلك ما زال يستخدم الإنترنت ليُشجع الآخرين على الانخراط في العنف".
في خطابه الأول هذا العام، دعا البغدادي مؤيديه لأن يأتوا على الأخضر واليابس، قائلاً إن الكفاح بداية النصر. فانتشر محاربو تنظيم الدولة في شوارع الموصل ليبثوا خطاب البغدادي.
يرى جونسون أن معركة استرداد الموصل في مواجهة حملة سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها "داعش" قد يستغرق بعد الوقت، واعتبر ذلك أكبر تحدٍ يواجه التحالف. وكذلك، أكد أنهم قد تعلموا الدرس من عواقب حرب العراق عام 2003، ما يجعل دعم الاستقرار بعد الانتصار في الموصل بنفس أهمية السيطرة العسكرية على المدينة.
قلق واسع
هناك قلق واسع من غياب الاتفاق، رغم عام من التخطيط، بين المجموعات العِرقية المتنوعة في المنطقة حول البنية السياسية المستقبلية للموصل أو إقليم نينوى المحيط.
وفي أثناء إطْلاعه البرلمان على مستجدات الحرب مع تنظيم الدولة، ذكر جونسون أيضاً أنهم يبذلون قصارى جهدهم لمنع حدوث أي عنف طائفي محتمل، بعدما خرج التنظيم من الموصل وحاصر مدناً كَتل العفار.
وتابع جونسون أن 30 ألفاً من المدنيين هربوا من المدينة، وأن الأمم المتحدة تمتلك خطة لمكان يسع نحو 90 ألف لاجئ. ولكنه أقر أيضاً بوجود تقارير تشير إلى احتمال استخدام المدنيين دورعاً بشرية ليزيدوا من التكلفة البشرية في غارات الجيش العراقي الذي يتوغل داخل المدينة.
كما اعترف بأنه من المبكر أن يعِدوا بعدم حدوث انتقامات طائفية، ولكنه امتدح رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على نبرة المصالحة التي دائماً ما استخدمها، والتعهد بأن الميليشيات الشيعية لن تكون في مقدمة معركة تحرير المدينة. كما قطعت قوات البيشمركة كذلك وعداً بألا تدخل المدينة.
مخاوف السنة
الموصل، مدينة متعددة الأعراق، إلا أن السكان السُنة يخافون من أن تحرير المدينة لن يؤدي إلا إلى مذابح من قِبل الميليشيات الشيعية، المصممة على الانتقام من أولئك الذين تعاونوا مع تنظيم الدولة. لذلك، يرى جونسون أنه من الضروري وجود حكومة في الموصل "لتدير المدينة وتدعم أهلها". وأضاف: "الكل يتفهم الأهمية القصوى لإبقاء جسر التواصل بين الفصائل الطائفية".
كما حذر من احتمال وقوع هجوم مضاد من تنظيم الدولة بمجرد تحرير الموصل، وذكر أن هناك دليلاً بالفعل على أن جنود التنظيم كانوا يحْلقون لِحاهم لينصهروا مجدداً في المجتمع، "سيكون هذا نضالاً طويلاً للقلوب والعقول"، على حد قوله.
وذكرت مصادر بريطانية أنها ستكون من يضبط أفعال الجيش العراقي وقوات الشرطة التي ستحدد موقف المدينة بعد تحريرها المتوقع من تنظيم الدولة.
وقطع جونسون وعداً بأن يأخذ على عاتقه تنفيذ البرامج الخاصة بتقديم الدعم النفسي لـ3 آلاف من اليزيديين الذين وقعوا ضحايا العنف المتكرر داخل الموصل.
كما لمح إلى أن القوات لن تسمح للميليشيات بمغادرة المدينة والتوجه غرباً تجاه سوريا، والرقة التي ستكون آخر مدينة كبيرة في يد "داعش" إذا ما سقطت الموصل.
ميليشيات الحشد الشعبي
ومن المتوقع أن تحاول ميليشيات الحشد الشعبي – إحدى الميليشيات الشيعية الرئيسية – قطع أي إمدادات أو قطع طريق الهروب نحو الغرب. كما ذكر قائد منظمة بدر – كبرى الميليشيات – أن القوات ستقطع الطريق الرئيسي للإمدادات في الغرب يوم الخميس، محاصرة بذلك تنظيم الدولة.
وبعد أن قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إن الانقضاض على الرقة كان وشيكاً في الأسابيع القليلة المقبلة، عاد ليقول: "الهدف هو تطويق المدينة في أقرب وقت"، كما وضح جونسون.
ورغم حديث جونسون حول رفع المشاركة التركية في التحالف لأقصى حد ممكن، إلا أنه اعترف بأن "هناك خطر عدم التوافق حول طبيعة بعض أعضاء التحالف، والتهديد الذي يشكلونه لتركيا ومصالحها". كما حذرت تركيا أيضاً الميليشيات الشيعية العراقية من دخول مدينة تل العفار، وهي مدينة تركمانية كبيرة.
هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.