بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في تسعينات القرن الماضي وإعلان استقلال أوكرانيا، حاول المواطنون المحتفلون تدمير الهياكل والتماثيل التي نصبتها السلطات إبان الحكم السوفيتي، وقد نجحوا في مهمتهم بشكل جزئي فقط.
حيث نجح مدرب الغطس الأوكراني فلادمير بورمانسكي، عام 1992، في نقل ما تبقى من هذه التماثيل والهياكل إلى شبه جزيرة القرم على سواحل البحر الأسود، وقام بإغراقها فيه لتشكل اليوم لوحة فنية بديعة يزورها العديد من عشاق رياضة الغطس في العالم.
وتتمركز أكثر من 50 قطعة أثرية على بعد 100 متر من شواطئ البحر الأسود وبعمق 12 متراً، لتصبح بعد مرور أعوام طويلة على إغراقها متحفاً فنياً فريداً من نوعه، وشاهداً على حقبة زمنية غيرت خارطة العالم.
ويضم المتحف – كما تظهر الصور ومقاطع الفيديو التي ينشرها زائرو المكان – تماثيل وهياكل للكثير من القادة السوفييت كستالين ولينين ودزيرجينسكي وغيرهم، بالإضافة إلى العديد من القطع الحربية والمخلفات العسكرية التي استخدمها السوفييت قبل انهيار اتحادهم.
وتنظم العديد من جمعيات الغطس في العالم، مخيمات وأنشطة في المنطقة التي يتواجد بها المتحف لتنظيف وترميم مقتنياته ومنع اندثارها أو تأثرها بالعوامل البيئية المحيطة.
وتقع شبه جزيرة القرم شمال البحر الأسود ويقطنها أكثر من مليوني نسمة. وشهدت المنطقة في عام 2014 نزاعاً بين كل من القوات الأوكرانية والقوات الروسية التي حاولت فرض سيطرتها على المنطقة مجدداً.