قبل أيام من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية ازدادت المعركة، أمس الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، شراسة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، وتستخدم فيها التهجمات الشخصية العنيفة بشكل غير مسبوق.
وشنَّ المرشح الجمهوري مجدداً هجوماً شديد اللهجة قبل 6 أيام من الانتخابات، متهماً منافسته الديمقراطية بأنها قد تتسبب بـ"أزمة دستورية غير مسبوقة"، و"حرب عالمية ثالثة" إذا وصلت إلى البيت الأبيض.
وقال خلال تجمّع في ولاية فلوريدا، إنها "تفتقر إلى البديهة والحدس"، واتهمت حملته كلينتون الأربعاء بأنها "تضع بشكل مستمر مصالح محفظتها… قبل الأميركيين".
وأضاف: "هذه أكبر من فضيحة ووترغيت"، قضية التجسس التي أجبرت الرئيس ريتشارد نيكسون على الاستقالة عام 1974.
كما قال ترامب مزهوا أمام حشد من أنصاره، يطالبون بوضع وزيرة الخارجية السابقة "وراء القضبان"، إن المرشحة الديمقراطية "بالتأكيد ستخضع للتحقيق طوال سنوات عديدة، وربما يؤدي ذلك إلى محاكمتها جنائياً".
واتَّهمت كلينتون التي أضعفتها رسائل البريد الإلكتروني ترامب بأنه "أمضى حياته وهو يحط من قدر النساء ويوجه إليهن الإهانات، فضلاً عن الاعتداء عليهن".
وأضافت كلينتون (69 عاماً)، التي قد تصبح أول امرأة تنتخب رئيسة للولايات المتحدة الثلاثاء المقبل: "لقد أثبت أنه يفتقر إلى الطباع والمواصفات اللازمة لكي يكون رئيسا".
أوباما يسارع إلى نجدة كلينتون
وهاجمت كلينتون أنصار ترامب بحدة أثناء تجمع الثلاثاء في ولاية فلوريدا عندما رفع أحد المتظاهرين لافتة تتهم زوجها بيل كلينتون بأنه مغتصب.
وقالت "سئمت فعلاً من السلوكيات السلبية والمظلمة والتقسيمية والخطيرة، من قبل أشخاص يدعمون دونالد ترامب"، في مؤشر على أن المصالحة ستكون صعبة بين الأميركيتين اللتين تتواجهان عبر كلينتون وترامب في هذه الانتخابات.
وبإمكان كلينتون الاعتماد مرة أخرى على دعم الرئيس باراك أوباما، الذي قال في خطاب ألقاه في تشابل هيل في ولاية كارولاينا الشمالية: "هناك مرشح واحد فقط في هذا السباق كرس حياته كلها لأميركا كي تكون أفضل… إنه هيلاري رودهام كلينتون".
وأضاف: "إنها الشخص المناسب، وتصل في الوقت المناسب" مؤكداً أن ترامب "ليس مؤهلاً" لتولي أعلى منصب.
وخاطب الحشد مبتسماً: "لا أريد ممارسة الضغوط عليكم، لكن مصير الجمهورية بين أيديكم. بإمكانكم انتخاب أول امرأة رئيسة… لديكم فرصة لكتابة التاريخ".
وتابع أوباما: "عندما قلت إن مصير الجمهورية بأيديكم لم أكن أمزح".
وكان أوباما وجه انتقاداً مبطناً لمدير "إف بي آي" جيمس كومي، قائلاً إن التحقيقات يجب ألا تتم وفقاً "لإساءات مبطنة" أو "معلومات غير مكتملة".
وأضاف: "أعتقد أن هناك عرفاً بأنه عندما تكون هناك تحقيقات فإننا لا نتصرف طبقاً لإساءات مبطنة، نحن لا نعمل على أساس معلومات غير مكتملة، ولا نعمل على أساس تسريبات".
استطلاعات الرأي
ولا تزال استطلاعات الرأي العام ترجح فوز المرشحة الديمقراطية. وأظهرت نتائج موقع "ريل كلير بوليتكس" أن كلينتون تتقدم بفارق 2,2 نقطة على خصمها (45,3% مقابل 43,1%) على المستوى الوطني.
لكن نتائج استطلاع جديد للرأي أجرته شبكة "إيه بي سي نيوز" الأربعاء كشف أن المرشحين متعادلان بـ46% من الأصوات.
كما أفادت نتائج استطلاع آخر لجامعة كوينيبياك أن المرشحين متساويان في ولايتي فلوريدا وكارولاينا الشمالية، موضحة أن هذه الانتخابات تجري بين اثنين من المرشحين "الأقل شعبية في التاريخ الأميركي".
ويتعين على من سيفوز في 8 نوفمبر/تشرين الثاني من المرشحين للبيت الأبيض النيل على الأقل 270 صوتاً من كبار الناخبين موزعة على 50 ولاية.
المراهنون
وقد أغرق استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات المراكز المالية الرئيسية في العالم الأربعاء، بسبب خشيتها من فوز ترامب الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته.
إلى ذلك، ارتفع عدد المراهنين على فوز ترامب إثر نتائج استطلاعات الرأي.
وتمنع القوانين الأميركية المراهنة على نتائج انتخابات محلية أو قومية داخل الأراضي الأميركية، لكن ذلك لا يمنع المراهنين من المراهنة على الفائز في مواقع أخرى "أوف شور" سعياً لكسب المال.
وفي جامعة أيوا حيث سمح بوضع مراهنات لأغراض أكاديمية، تبين أن ترامب الذي كانت فرصه بالفوز قبل عشرة أيام 9% فقط، ارتفعت إلى 40% الإثنين.