في المجتمع الحريمي

ليت كل امرأة تعرف أنها وطن، أنها فكرة، أنها جمال باطني وخارجي، المرأة يجب أن تكون محركة الجمال في هذا الكون، عليها تحمل هذه المسؤولية، المرأة يجب أن تكون محركة الجمال الأخلاقي، الجمال الفكري، الجمال الجوهري والجمال الظاهري.

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/03 الساعة 02:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/03 الساعة 02:57 بتوقيت غرينتش

سأتكلم عن الغربة التي أشعر بها في المجتمع الحريمي، وتشعر بها كل أنثى تنأى بنفسها عن استخدام لسانها بكل ثرثرة وعقلها بكل مسألة سطحية، ولم أقُل هنا المجتمع النسائي بل "الحريمي".

كلمة الحريم المصطلح المرتبط بالخلفية الاجتماعية لأجواء الحريم المقتصرة على شكليات معينة وأفكار معينة وسلوكيات معينة أيضاً، المحصورة بمواضيع محددة بالقيل والقال، التحزب، ضغط المقارنات والتقليد، الحديث عن الأشخاص بدلاً من الأفكار وإعادة تدوير إعاقات المجتمع الفكرية والتلذذ بالسذاجة والسعي المبالغ وراء المظاهر والتدقيق على التفاصيل السطحية، بدلاً من رؤية الصورة المتكاملة، والحديث عن حياة هذه وتلك وخصوصيات هؤلاء التي لا يمكن أن تضيف قيمة لها أو لغيرها.

نعم شتان بين النساء صاحبات العقول و"الحريم" صاحبات اللسان.. هل تعلمون أن أكثر من يظلم المرأة هو المرأة نفسها، عندما تحصر نفسها بتوجه واحد" التوجه الحريمي البحت"، هيئة واحدة، اهتمامات واحدة، وسخافات واحدة، أشكال واحدة، روح واحدة، غيرة واحدة، وفوق هذا كله تطلب من الأخريات اللاتي يختلفن عن هذا العالم السطحي أن يتبعنها، وإذا لم يرغبن بذلك كنَّ من الفئة المغضوب عليها.

ليت كل امرأة تعرف أنها وطن، أنها فكرة، أنها جمال باطني وخارجي، المرأة يجب أن تكون محركة الجمال في هذا الكون، عليها تحمل هذه المسؤولية، المرأة يجب أن تكون محركة الجمال الأخلاقي، الجمال الفكري، الجمال الجوهري والجمال الظاهري.

ليست امرأة من تركز على جانب واحد، بل هي بهذا تحول نفسها إلى قطعة فنية فارغة هشة من الداخل مليئة بالغضب والحقد مصيرها العطب والتلاشي والاستبدال.. نحن أعظم من هذا يا جميلات.. نحن أعظم من مجرد سطحيات يمارسن سلوكيات رثة مكررة لا وزن لها ولا قيمة، خلقنا الله لشيء أعظم، وعلينا معرفته واكتشافه والتشجيع عليه والعيش من أجله.

على كل امرأة أن تعي وتركز ماذا يحصل حولها، ماذا لقمها المجتمع الحريمي تلقيماً وماذا ستلقم من بعدها دون شعور وتنتفض على كل شيء سلبي بشع، وأن تنطلق كفراشة حرة ملونة تبحث عن حقيقتها وعن كينونتها الحقيقية، وألا تقبل أن تكون نسخة لا روح فيها، ولا لساناً بشعاً سليطاً ولا ناشرة لأفكار الحقد واختلاق القصص السخيفة لتجد شيئاً يسليها ويمتعها.

بل عليها أن تكون قلباً نابضاً بالحياة والجمال وعقلاً نابضاً بالأفكار والتحسين.. كوني أنثى حقيقية، أنثى جميلة قلباً وقالباً لا تنسى بل تضع أثراً عميقاً طيباً هنا وهناك.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد