قال قائد عسكري إن "القوات العراقية اخترقت دفاعات تنظيم الدولة الإسلامية في ضاحية شرقية بالموصل، الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول 2016″، لتنتقل المعركة إلى معقل التنظيم داخل حدود المدينة للمرة الأولى.
وجاء القتال بعد أسبوعين من تقدم القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة، التي أخلت المناطق المحيطة بالموصل من المتشددين في المراحل المبكرة من أكبر عملية عسكرية في العراق منذ الغزو الذي أطاح بصدام حسين في 2003.
وقال قادة، إن المعركة لاستعادة المدينة، آخر معقل للتنظيم المتشدد في العراق قد تستغرق شهوراً.
وتقدمت قوات من وحدة مكافحة الإرهاب في الجيش صوب جوجالي، وهي منطقة صناعية على المشارف الشرقية.
وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب، اللواء عبد الغني الأسدي للتلفزيون الرسمي، إن قواته وصلت إلى مشارف حي الكرامة داخل المدينة.
وشاهد مراسل لـ"رويترز" في قرية بزواية أعمدةً من الدخان ترتفع من منطقة مشيدة على بعد بضعة كيلومترات، فيما قال أحد القادة إنها نتيجة الاشتباكات الدائرة داخل حي الكرامة.
وقال مصدر مخابراتي من قوات البشمركة الكردية، إنه تلقَّى تقريراً يقول إن سبعة من مقاتلي "داعش" قتلوا في حي عدن المقابل للكرامة، وإنه جرى تدمير مركبتين أيضاً.
وذكر التلفزيون الرسمي العراقي أن هناك اشتباكات أيضاً داخل المدينة بين مقاتلي التنظيم وسكان المدينة الذين انتفضوا ضدهم.
وقال المصدر المخابراتي الكردي إن "عناصر المقاومة" هذه فتحت النار على وحدة شرطة تابعة لـ"داعش" في حي الانتصار جنوبي الكرامة، وإن المقاتلين المسلحين انتشروا في الشوارع عبر المدينة، خوفاً من الانتفاضة فيما يبدو.
وتأمل الحكومة وحلفاؤها الأميركيون أن تساعد انتفاضة داخل المدينة في تخفيف قبضة المقاتلين على المدينة، التي سيطروا عليها في 2014 وأعلنوا منها "دولة الخلافة".
وستكون المعارك المقبلة في مدينة لا تزال موطناً لنحو 1.5 مليون شخص أكثر تعقيداً من استعادة السيطرة في الآونة الأخيرة على قرى مسيحية وسنية وبلدات خارج المدينة، التي خلت تقريباً من سكانها.
والموصل أكبر بكثير من أي مدينة أخرى تحت سيطرة التنظيم، وحذرت الأمم المتحدة من أنه في أسوأ الحالات فإن مليوناً من سكانها قد ينزحون بشكل مفاجئ، الأمر الذي سيستلزم أكبر عملية إغاثة إنسانية.
"الاستسلام أو الموت"
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في قاعدة القيارة الجوية، جنوبي الموصل، إن القوات العراقية تحاول قطع كل طرق الهروب على الآلاف من مقاتلي التنظيم داخل الموصل.
وقال العبادي للتلفزيون الرسمي، وهو يرتدي الزي العسكري: "إن شاء الله نقطع رأس الأفعى، ليس لهم مفر، ما عليهم إلا الاستسلام، إما يستسلمون أو يموتون".
وبدأت قوات الأمن العراقية ومقاتلو البشمركة الكردية الهجوم في 17 أكتوبر/تشرين الأول بدعم جوي وبري من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم.
وقال الميجر جنرال روبرت جونز البريطاني، نائب قائد وحدة الاستراتيجية والدعم في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية لرويترز: "إنهم يحققون تقدماً متأنياً، يسيرون وفقاً لجدولهم".
والسيطرة على الموصل ستكون هزيمة فعلية للمتشددين في الجانب الذي يقع بالأراضي العراقية من دولة "الخلافة" التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قبل عامين.
ويخوض المعركة ضدهم 50 ألف جندي عراقي وشرطي ومقاتل من البشمركة، بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. كما انضم أيضا آلاف من المقاتلين الشيعة الذين تدعمهم إيران إلى الحملة غربي المدينة قبل يومين.
وعبّر زعيم أكبر فصيل شيعي عراقي تدعمه إيران عن أمله، الإثنين، في ألا يطول أمد معركة الموصل، وألا تكون للمعركة آثار مدمرة مثل المعركة التي تخوضها فصائل شيعية متحالفة في مدينة حلب السورية.
وقال هادي العامري قائد منظمة بدر للصحفيين في الزرقاء جنوبي الموصل: " نخشى أن تتحول الموصل إلى حلب أخرى، لكننا نأمل ألا يحدث ذلك".
الرد على الهجوم
ويرد مقاتلو تنظيم "داعش" على الحملة التي بدأت قبل أسبوعين بهجمات انتحارية بسيارات ملغومة ونشر القناصة وإطلاق قذائف المورتر.
وقال التنظيم، الإثنين، إنه نفذ عملية انتحارية ضد قافلة مشتركة للجيش والفصائل الشيعية جنوبي الموصل. ولم يذكر تقديرات للخسائر.
ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة وقرويون، إن المتشددين أشعلوا النار في آبار نفط لتغطية تحركاتهم، ونقلوا آلاف المدنيين من القرى إلى الموصل لاستخدامهم دروعا بشرية.
كما أضرموا النار في النفط ليكون ستاراً من الدخان، الأمر الذي تسبب في اختناق المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "سياسات الأرض المحروقة التي ينفذها أعضاء الدولة الإسلامية المتقهقرون لها تأثير صحي فوري على المدنيين، كما قد تكون لها آثار بيئية وصحية على المدى البعيد".
ولم تذكر الأطراف المتحاربة تقديرات للخسائر في صفوفها أو صفوف المدنيين. ويقول كل طرف إنه قتل المئات من خصومه.