أعلن رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، الفريق أول ركن طالب شغاتي، الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بدء "التحرير الفعلي" لمدينة الموصل، موضحاً أن القوات العراقية دخلت قضاء الموصل.
وقال شغاتي في تصريح لتلفزيون "العراقية" الرسمي، إن بلدة قوقجلي التي دخلتها القوات العراقية تعتبر من آخر المناطق قبل التقدم داخل أحياء المدينة: "في قضاء الموصل، فعلياً نحن دخلنا الحدود الإدارية" للموصل.
وكان قائد جهاز مكافحة الإرهاب عبد الغني الأسدي قال في تصريح تلفزيوني مساء الإثنين "نحن الآن نقاتل في منطقة قوقجلي… وهي من الأحياء المرتبطة بأخرى بالموصل، وتم تطهير ثلاثة أرباعها".
وانتشرت معلومات متضاربة عن دخول القوات العراقية إلى الموصل. وقال الأسدي: "نحن الآن نقاتل في الموصل"، على اعتبار أن قوقجلي مرتبطة جغرافياً بالمدينة.
خنق داعش
وقال رئيس الوزراء العراقي من جهته لتلفزيون "العراقية" الرسمي، إن الخطة هي أن "نغلق على داعش من كل مكان"، مضيفاً: "ليس لهم مخرج أو مفر. يموتون أو يستسلمون".
وكان الفريق عبد الوهاب الساعدي من قوات مكافحة الإرهاب أوضح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "الخطوة التالية ستكون باتجاه منطقتي الزهراء والكرامة من الناحية الشرقية للموصل".
ويعتبر "فوج الموصل"، من جهاز مكافحة الإرهاب الذي يقاتل لشق طريقه إلى المدينة، أن استعادة الموصل مسألة شرف.
فقد كان هذا الفوج آخر المنسحبين من الموصل بعدما سقطت في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العاشر من يونيو/حزيران 2014، ويريد أن يكون أول الداخلين إليها.
قبل الدخول إلى قوقجلي، جرت معارك عنيفة في بزوايا القريبة، انتهت بسيطرة القوات العراقية وانسحاب الجهاديين. وقال العقيد مصطفى العبيدي الذي كان يتقدم رجاله بحذر في البلدة "انهم يفرون، الدواعش يفرون إلى الموصل".
وبدعم جوي وبري من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، يتقدم عشرات الآلاف من المقاتلين العراقيين على جبهات عدة، في أكبر عملية عسكرية تشهدها البلاد منذ سنوات.
تقدم من محاور عدة
ومن المحورين الشرقي والشمالي، كانت قوات البشمركة الكردية استعادت السيطرة على عدد من القرى من الجهاديين وثبتت دفاعاتها.
وكان واضحاً منذ بداية الهجوم على الموصل في 17 أكتوبر/تشرين الأول، أن القوات الحكومية وحدها ستدخل الموصل، بينما تتوقف القوات الأخرى وبينها الكردية خارج المدينة.
إلى جنوب المدينة، تواصل قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع مدعومة بمدفعية التحالف الدولي التقدم في اتجاه الشمال.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت الثلاثاء، إن "قواته تضيّق الخناق على الإرهابيين في ناحية حمام العليل، استعداداً لعملية استعادتها".
وتبعد منطقة حمام العليل 18 كيلومتراً عن وسط مدينة الموصل.
وفتحت فصائل الحشد الشعبي التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة وأبناء عشائر سنية، وتتلقى دعماً من إيران، جبهةً جديدة من جهة المحور الغربي وتدخل عملياتها يومها الرابع.
ولا تهدف عملية الحشد الشعبي إلى التوجه بشكل مباشر نحو الموصل، بل إلى بلدة تلعفر التركمانية ذات الغالبية الشيعية، التي هجرها الجهاديون، بهدف قطع إمدادات تنظيم الدولة الإسلامية بين الموصل والرقة السورية.
وأعلنت قيادة الحشد الإثنين، أنها استعادت سلسلة من القرى، وحاصرت أخرى خلال تقدمها غرباً.
ويتوقع مع إحكام القوات العراقية حصارها على الموصل، أن تعمد إلى فتح ممرات آمنة لأكثر من مليون مدني عالقين في المدينة قبل اقتحامها.
وتخوض المنظمات الإنسانية سباقاً مع الزمن، من أجل بناء مخيمات لاستيعاب النازحين الفارين.
وتقول الأمم المتحدة، إن أكثر من مليون شخص قد ينزحون من الموصل خلال الأسابيع المقبلة.
وفرّ أكثر من 17 ألف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وخسر تنظيم الدولة الإسلامية خلال السنة الماضية مساحات واسعة من الأراضي التي احتلها في 2014، والموصل هي أهم معاقله المتبقية، وحذر بعض قادة التحالف من أن المعركة قد تستغرق شهوراً.