منذ أشهر قليلة كان مهبط طائرات ناحية "القيارة" المترامي الأطراف، الواقع جنوب الموصل، قاعدةً لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
أما الآن، فقد صار مقراً لمئاتٍ من أفراد القوات الأميركية، في الوقت الذي يقدم فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة النصائح والمساعدة للقوات العراقية في حربها لاستعادة المدينة، وفق تقرير لمديرة مكتب صحيفة "واشنطن بوست" في بغداد، لافدي موريس.
رحلتي إلى Q-West
تقول موريس إن الجيش الأميركي أصطحبها مع صحفيين آخرين الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2016، في جولة داخل القاعدة، المعروفة أيضاً باسم Q-West.
تضيف أنه قبل بداية عملية تحرير الموصل، كانت القوات الموجودة هناك تتعرض بين الحين والآخر لنيران قذائف هاون. ورغم تراجع الخطر إلا أنه لا يزال موجوداً، حسب ما يقول اللواء كريس باركر، المتحدث الرسمي باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. كما أضاف أن "المنطقة لا تزال خطيرة، وكذلك العدو".
كم عدد أفراد الجيش الأميركي؟
لا يُفصح الجيش الأميركي وفق موريس عن أرقام محددة، إلا أنه هناك "أقل من 1000" فرد من قوات التحالف هنا، وفقاً لتصريحات باركر الذي كان يقودنا عبر أنحاء القاعدة في مؤخرة سيارة ضخمة مدرعة مُصممة لتكون مقاومة للقنابل المزروعة على جنبات الطريق.
وقد هدم مقاتلو داعش الجدران الأسمنتية، وحفروا مدرج الطائرات ووضعوا القنابل المفخخة فيه قبل أن يرحلوا. في المقابل، ساعد التحالف على إعادة بناء القاعدة، التي كانت مستخدمة أيضاً من قِبل القوات الأميركية بعد غزو العراق عام 2003. شُيّد مدرج الطائرات وعاد للعمل مرة أخرى، حيثُ تنقل طائرات C-130 الأميركية المقاتلين والمؤن.
وفضلاً عن مشاركة المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الضربات الجوية، تُقدم القوات الأميركية والفرنسية هنا أيضاً الدعم المدفعي من أجل مساعدة القوات العراقية على التقدم، ويسمع صدى صوت مدافع النيران المنطلقة بشكل منتظم عبر القاعدة، التي يبلغ محيطها 15 ميلاً.
مدينة الصواريخ
تحمل لافتة، موجودة على إحدى الخيام بالقاعدة، عبارة تقول "مدينة الصواريخ" في إشارة إلى عديد من أنظمة الصواريخ الدقيقة HIMRAS، التي تستخدمها القوات الأميركية. إذ إنهم يطلقون النار مباشرة على مدينة الموصل من هُنا.
تُمثل عملية تحرير الموصل أكبر عملية عسكرية للقوات المسلحة العراقية منذ الغزو الأميركي عام 2003. وقال باركر "نحن نتحدث هنا عن تحرير منطقة حضرية هائلة على عديد من الأصعدة، مما يُعقّد من مهمة تقديم النصح والمساعدة".
ومنذ إطلاق العملية، حاول مقاتلو التنظيم الإبقاء على القتال خارج المدينة، مُطلقين العنان للعديد من عمليات تفجير السيارات المفخخة عند الخطوط العراقية والكردية. كما أشعلوا النيران في حقول النفط المجاورة وأحرقوا مصنع كبريت؛ لكي يجبروا قوات التحالف والقوات العراقية على ارتداء أقنعة الغاز عندما تدفع الرياح الأدخنة السامة باتجاههم.
في الوقت الذي تقدّمت فيه القوات العراقية نحو المدينة، أبدى المقاتلون مقاومة أشد، حسب ما أوضح باركر الذي أضاف "أنا على يقين من أنهم عندما يدخلون إلى الموصل، سيصبح القتال أعنف".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.