تبنى البرلمان الكندي بالإجماع، أمس الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2016، اقتراحاً يهدف إلى استقبال – على مدى الأشهر الأربعة المقبلة – لاجئين أيزيديين هاربين من اضطهاد تنظيم الدولة الإسلامية شمال العراق، الذي وصفته أوتاوا بـ"الإبادة".
وهذا الاقتراح الذي قدمته المعارضة المحافظة، ودعمته كل الأحزاب بما في ذلك الحزب الليبرالي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء جاستن ترودو، يتهم جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية بارتكاب إبادة ضد هذه الأقلية الدينية.
وأوضحت الحكومة الكندية أن عليها صقل خطتها لإقامة جسر جوي يسمح باستقبال الأيزيديين المتواجدين شمال العراق، المنطقة التي تشهد حالياً معارك عنيفة بين تنظيم الدولة الإسلامية من جهة والحكومة العراقية والأكراد من جهة أخرى.
وأشار وزير الهجرة جون ماكالوم أمام مجلس العموم إلى أن أوتاوا لا تعلم حتى اللحظة عدد اللاجئين الأيزيديين الذين ستستقبلهم خلال 120 يوماً، لافتاً إلى أن حكومته تمكنت من ترحيل نحو 30 ألف لاجئ سوري خلال بضعة أشهر بداية العام.
وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو أمام النواب إنه "من المهم التأكيد على أن كندا ستظل دائماً بلداً مفتوحاً، مصمماً على إشراك ودعم الفئات الضعيفة من السكان في كل أنحاء العالم".
والأيزيديون أقلية ليست مسلمة ولا عربية، تعد أكثر من نصف مليون شخص ويتركز وجودها خصوصاً قرب الحدود السورية شمال العراق.
ويقول الأيزيديون إن ديانتهم تعود الى آلاف السنين، وإنها انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. ويرى آخرون أن ديانتهم خليطٌ من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية.
ويكنّ تنظيم الدولة الإسلامية عداءً شديداً لهذه المجموعة الناطقة بالكردية باعتبار أن أفرادها "كفار".
وفي عام 2014 قتل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أعداداً كبيرة من الأيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى شمال العراق، وأرغموا عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجزوا آلاف الفتيات والنساء كسبايا حرب.