موقع للمواعدة يقدِّم للمهاجرات حلاً لتجنب الترحيل بعد دعوة ترامب إلى طرد اللاجئين.. بماذا نصحهن؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/24 الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/24 الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش

قال موقع متخصص أنَّه كان يحاول التعليق على الانتخابات الرئاسية عندما نشر لوحة إعلانية ضخمة في أوستن في ولاية تكساس الأميركية، تشجِّع المهاجرات غير النظاميات على الحصول على أزواج كبار أغنياء قبل أن يتعرَّضن للترحيل.

موقع ArrangementFinders هو أحد مواقع المواعدة التي تزداد انتشاراً للفتيات الصغيرات، التي تعلن عن علاقات تتَّسم بحصول المانح على منافع. سخر بعض الناس من هذا الاتجاه بوصفه استغلالياً، وعدَّه آخرون وسيلة مشروعة للمواعدة أو لتجارة الجنس. ولكن الحملة الإعلانية الجديدة الخاصة بموقع ArrangementFinders، التي تصوِّر امرأةً لاتينية أمام علم المكسيك، تذهب إلى أبعد من ذلك، وذلك بحسب ما نشر تقرير صحيفة دايلي بيست الأميركية.

تسأل اللوحة الإعلانية المعلَّقة على أحد الطرق السريعة في جنوب أوستن "هل أنتِ مهاجرة غير نظامية؟ قبل أن تتعرَّضي للترحيل، احصلي على زوجٍ كبير غني". وكُتِبت الكلمتان الأخيرتان بخطٍ برَّاق.

تقرير الصحيفة الأميركية ذكر أن الغرض من اللوحة الإعلانية هي أنَّ الانتخابات الرئاسية قد جعلت مجموعة معرَّضة للترحيل أكثر عرضةً له، وأكثر عرضةً للجوء إلى تجارة الجنس لتكون وسيلةً للأمان.

استأجر موقع ArrangementFinders المساحة الإعلانية "رداً على وعد دونالد ترامب بترحيل كل المهاجرين غير النظاميين في البلاد، والذين يبلغ عددهم 11 مليوناً" كما قال جايكوب ويبستر مدير تسويق الشركة لشبكة CBS في أوستن، وفق ما أشار تقرير نشرته صحيفة دايلي بيست الأميركية.

النساء ذوات الأصول اللاتينية


"يميل موقع ArrangementFinders.com نحو النساء ذوات الأصول اللاتينية، إذ يُشكِّلن أكثر من 31% من كل الإناث على المستوى المحلي على موقعنا وأكثر من 53% من الإناث في أوستن".

قالت الشركة إنَّ اللوحة الإعلانية الموضوعة أمام علمٍ للمكسيك لم يُقصَد بها أن تكون عنصرية.

ولكن الإعلان الشاهق يموِّه التحديات الحقيقية التي تواجه المهاجرات غير النظاميات، وخصوصاً اللواتي يعملن في تجارة الجنس.

فلن تكون الهجرة الأميركية ببساطة العثور على مانحٍ ثري على الإنترنت والانخراط في الزواج والحصول على الجنسية بعد تدشين "شرطة الترحيل" التي وعد بها الرئيس ترامب. اسألوا ميلانيا ترامب، التي تكشف ملحمة هجرتها المعقَّدة عن العقبات التي تُضطر حتى زوجة رجل ثري إلى تخطيها حتى تحصل على البطاقة الخضراء.

وإذا كانت حملة ArrangementFinders تلمح إلى جنسٍ مدفوع الأجر، بدلاً من زواجٍ مناسب، فستكون عواقبها أخطر على المهاجرات غير النظاميات. فبينما قد يعني قبض الشرطة على العاملات عقوبة السجن للمقيمين الشرعيين في الولايات المتحدة، يواجه العاملين غير النظاميين بالجنس كذلك الترحيل.

كانت اللوحة الإعلانية صماء للغاية، واعتقد سميث جيترسون، المقيم في ولاية تكساس، أنَّ الإعلان مزحة كئيبة عندما مرَّ به أثناء قيادته في أنحاء أوستن يوم الجمعة الماضي.

وقال لصحيفة The Daily Beast "أليس هذا إعلاناً عن الدعارة بالأساس؟ يرسم الإعلان صورةً حزينة ويبدو قاسياً بلا داعٍ. اعتقدتُ أنَّه يسخر من ترامب. ثم زرتُ الموقع ووجدت أنَّه حقيقي جداً للأسف".

استهجان


وقالت امرأة مؤيدة لترامب من أوستن لصحيفة The Daily Beast يوم الأحد أنَّها صُدِمت، ولكن لأنَّ اللوحة الإعلانية بدت وكأنَّها تروِّج للهجرة. وأضافت "ذعرتُ أنَّ أولئك الذين جاؤوا إلى هنا بالفعل بصورةٍ غير شرعية يُنصَحون بالزواج كي يبقوا هنا. إنَّه أمر شنيع، يالجمال التكنولوجيا المتقدمة!".

في نظر مجموعة متزايدة من مؤيدي ترامب من سكَّان أوستن، المناهضين لتجارة الجنس، تشير اللوحة الإعلانية إلى أسوأ مخاوفهم: أنَّ المهاجرين قادمين لتدمير احترام الحي.

كتبت مدونة Liberty Unyielding المحافظة "إذاً فالأمر مؤكَّد: الليبراليون يحاولون إظهار أنَّ مؤيدي دونالد ترامب عنصريون ومنافقون يميِّزون على أساس الجنس، لا يمانعون هدم حُكم القانون عبر حثّ النساء على العثور على أزواج كبار أغنياء كي يتحايلوا عليه. لا يهتم أحدٌ من اليساريين حقاً، إلَّا إذا قال ترامب بنفسه شيئاً كهذا، إذا حدث هذا، لن نجد نهايةً لحديثهم".

لم يستجِب موقع ArrangementFinders وشركته الأم روبي إلى طلبات التعليق يوم الأحد. (ولم تستجِب أيضاً معظم شركات إيجار اللوحات الإعلانية في منطقة أوستن، باستثناء شركة لمار للإعلانات، التي وضَّحت سريعاً أنَّها لا تملك اللوحة الإعلانية المعنية).

ولكن حتى شركة روبي، التي تملك مواقع مواعدة مثيرة للجدل مثل موقع آشلي ماديسون، تنأى بنفسها عن إعلان ArrangementFinders الذي يركِّز على المهاجرين.

صرَّحت شركة روبي لموقع Fusion الإخباري في بيانٍ بالتالي "صنعت اللوحة الإعلانية إحدى شركاتنا التابعة بصورةٍ مستقلة". مضيفةً أنَّ اللوحة الإعلانية "غير مقبولة تماماً ولا تعكس آراء شركتنا ولا رؤيتها، لذا طلبنا إزالتها على الفور".

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Daily Beast الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد