هوامش على دفتر المرأة “1 – 7”

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/20 الساعة 06:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/20 الساعة 06:34 بتوقيت غرينتش

في رحلة البحث عن حقائق الوجود دائماً ما تتعرقل أقدامنا في أشياء قد تبدو أنها "تافهة" من وجهة نظر البعض، ولكن من مجمل هذه التوافه قد نصنع شيئاً عظيماً، ألم يقُل ونستون تشرشل: "تأتي المشكلات من تراكم الهفوات".

ومن ضمن رحلات البحث هو بحثك عن نصفك الآخر الذي تبحث عنه، أو "المرأة" بصحيح العبارة، ذلك الكائن الذي يشعر الكثير من بني الرجال بـ"غموضه" أو "بجبروته" في أحيان كثيرة، وهذا ما يستدعي منّا أن نقف ونتأمله حتى -لا سمح الله- لا نقع فريسة سهلة المنال تحت ضربات اليأس.

وهذا التأمل لا يحتاج منّا بالمناسبة إلى مراكز أبحاث ومؤتمرات علمية كبيرة لنكتشف كنهه وجوهره، ولكن كل ما نحتاج إليه فقط هو عقل هادئ وروح تريد التحليق في سماوات المرأة المليئة بالعوامل الجوية المتغيرة التي نسميها نحن الرجال "أمطاراً رعدية" وتسميها المرأة "الدموع" تلك اللغة السحرية.

سُئل العقاد من أحد الصحفيين مرة ذلك السؤال الذي يقع فيها دوماً كل شخص عازب وهو: لماذا لا تتزوج؟

وبالمناسبة "العازب" دائماً وبعد تجربة هو فاكهة المجالس إلى أن ينتقل إلى جوار زوجة؛ لتنتهي رحلة "الخبرية" في حياته، وتأتي مرحلة القاعدة الإعلامية "لا أخبار إذن الوضع جيد".

نعود إلى العقاد الذي ما كان من ذلك العملاق الذي أبحر في سماوات الفكر إلا أن أجاب بقوله: "هل أنا مجنون! هل هنالك عاقل يا بني يذهب إلى الجحيم بقدميه؟".

وأعتقد أن العقاد لم يضع مفردة "جحيم"، إلا لأنه فعلاً يقصد ما يقول، فالمرأة حين تصبح جحيماً فهو ذلك الجحيم فعلاً، ولا مبالغة لغوية فيها؛ لأنها ستذيقك أيها الرجل أصنافاً من الويل، وتجعلك تدفع الثمن باهظاً بل وأضعافاً مضاعفة إذا لم تتبع القواعد، ولكن هي أيضاً وهذا ما لم يقله العقاد "نعيماً"، إذا أرادت وأراد قلبها ذلك النعيم المقيم، وبين الجحيم والنعيم تولد قصة الرجل الباحث عن "الأسرة السعيدة".

بعض القراء قد يضحكون على ما أقول، ويتساءلون ذلك التساؤل المريب: "وهل ولدت السعادة على هذا الكوكب يا صاحِ؟"، دعك من هذا الهراء، ولكن حتماً، وهذه هي قناعاتي، أنها موجودة، ولو افترضنا فرضية أن الأصل في الأشياء الهدوء، فمن الذي صنع هذا "الضجيج" الذي تعيشه بيوتنا اليوم؟! الإجابة تؤكد ما أقول، وهو أن الله لم يخلق ضجيجنا، ولكن نحن من خلقناه بأيدينا، وبالتالي فالأصل في علاقة الرجل والمرأة هي هذه الثنائية الحتمية في الكون كمكون أصيل للسعادة، ولكن "ضجيجنا" هو الطارئ علينا، وليس العكس.

كنت أتعجب كثيراً من الذين كانوا يقولون لي: "لا تتزوج، ابقَ كما أنت"، وتعجبي يزداد أكثر من استمرارهم وهم المتزوجون المتمسكون بزيجاتهم في معاناتهم، ومناداتك أنت بعدم خوض هذه التجربة، وكأنك محكوم بتجربتهم هم، التي كانت سيئة، متناسياً أنك أيضاً أهلاً لأن تكون صاحب تجربة خاصة.

ولكن ما رأيك سيدي القارئ أن تخوض أنت هذه التجربة أيضاً ليأتي وتصدر حكمك أنت، وتقول الذي لم يمتلك شجاعة إصداره "قاضي الغرام" الذي ما زال حكمه "ابتدائياً" بلغة القانون أو نهاياته مفتوحة بلغة السينما إلى اليوم؟

ستبقى المرأة قضية جدلية، وسيبقى موضوع "القسمة والنصيب" يخضع لمنطق "العوض من الله".

ولكن لا ننسَ أن "صناعة السعادة" ممكنة؛ لأن الممكنات أكثر من المستحيلات على أرض هذا الكوكب، ولكن قبل أن ننطلق في هذه الرحلة ضع "النية" أولاً.. النية لتغيير أفكارك إن وجدت ما يستحق في المقالات القادمة.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد