عناق ممثلة ومغني راب يثير جدلاً في نيجيريا.. الفتاة اعتذرت وطالبت بموقفٍ أكثر “تسامحاً”

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/20 الساعة 02:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/20 الساعة 02:45 بتوقيت غرينتش

رغم أنهما ممثلة ومغني راب محبوبان للغاية، تسبَّب عناقهما العابر في عاصفة من الجدل كشفت عن الانقسامات العميقة في البلد الإفريقي. وقد حدث ذلك عندما تلامس كل من راهاما ساداو وكلاسيكيو لفترةٍ قصيرة في فيديو موسيقي صدر الشهر الجاري في شمال نيجيريا.

وبحسب صحيفة The Guardian البريطانية الخميس 19 أكتوبر/تشرين أول 2016، وجدت راهاما البالغة من العمر 22 عاماً نفسها تتعرَّض لانتقادات من المحافظين وتُمنَع من العمل في شمال نيجيريا، وهي المنطقة ذات الأغلبية المسلمة.

قال صالح محمد، رئيس رابطة العاملين في صناعة السينما في نيجيريا ومقرها ولاية كانو: "مُنِعت راهاما من التمثيل مدى الحياة.. هذا نتيجة لظهورها الخليع الأخير في أغنية مصوَّرة بالفيديو ظهرت فيها تعانق رجلاً وتحتضنه".

فيما اعتذرت الممثلة عن أي إساءة قد تكون سبَّبتها، لكنَّها طالبت بموقفٍ أكثر "سماحةً وتسامحاً".

ومن المعروف أن صناعة السينما بلغة الهوسا الشمالية تعد مجرد جزء واحد من مجال السينما النيجيرية العريض، والتي تُسمَّى "نوليوود"، لكنَّها تنقسم بخطوط لغوية وثقافية. كما يزعم القائمون على نوليوود أنها ثاني أكبر صناعة سينما في العالم، إذ إنها تُنتِج 2000 فيلم سنوياً، وهو العدد الذي لا يتجاوزها فيها سوى بوليوود، وهي صناعة السينما الهندية، التي كانت ذات تأثير هائل على نظيرتها النيجيرية.

وتعد أشهر المواضيع التي تتناولها أفلام نوليوود هي الحب والانتقام والزواج والعائلات والخيانة. ولكن إذا كانت الأفلام في الجنوب تصوِّر النساء الثريات في منتصف أعمارهن يصاحبن أصدقاء أبنائهن المراهقين، والطالبات المرتديات فساتين قصيرة يغرين المعلِّمين. لذا تخضع الأفلام في الشمال أكثر بكثير للتقاليد المحافظة، وتغيب عنها النساء اللاتي يرتدين البيكيني ويرقصن، كما يغيب الاتصال الجسدي بين الجنسين بصورةٍ ملحوظة.

تناقضات الشمال والجنوب


يعكس ذلك التناقض فروقاً شاسعة بين المناطق ذات الأغلبية المسيحية والمناطق ذات الأغلبية المسلمة.

قالت إليزابيث دونيلي، الخبيرة في مركز تشيتام هاوس الفكري في لندن: "توجد في أنحاء نيجيريا الآن اتجاهات متباينة. فالتغيُّرات تحدث أسرع كثيراً في بعض أجزاء الجنوب ممَّا تحدث في الشمال. نيجيريا بلد ممزَّق من نواحٍ كثيرة، إذ تتحرَّك المسارات السياسية والثقافية والاقتصادية في اتجاهات مختلفة بسرعاتٍ مختلفة".

ظهرت الممثلة في الفيديو المسيء مرتديةً الأزياء التقليدية، وتبيع الخضراوات باحتشامٍ على عربةٍ في سوقٍ محلِّية. تقنع مداعبة كلاسيكيو الخجولة إياها بالانضمام إليه في نزهةٍ على قضبان السكة الحديد القريبة.

وفي هذه البيئة غير المشجِّعة، يبدو أنَّ الحب يزدهر، إذ تسير راهاما، مرتديةً الآن سروال جينز وقميصاً بأكمام قصيرة، ومرتديةً مع ذلك أيضاً حجاب رأس، وتمسك بيد مغني الراب، وتعانقه بصورةٍ عابرة جداً.

كان رد الفعل فورياً وصاخباً. فقد دعم بعض الممثلين هذا المنع بينما قال آخرون إنَّ العقاب كان قاسياً جداً. فيما كانت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي لاذعة واستقطابية.

واقتبست صحيفة محلية تعليق أحد المعجبين يقول فيه: "لقد تجاوزت راهاما الحد هذه المرة. الفيديو بأكمله كاشف وليس من الملائم لفتاة مسلمة أن تذهب إلى هذا الحد المتطرِّف في فيديو علني".

منع ساداو أدى إلى اكتشاف التغلغل الواسع لمبادئ الإسلام المحافظ في شمال نيجيريا، على حساب الممارسات الأكثر سماحة واعتدالاً المتأثرة بالتقاليد الصوفية والروحانية.

تداول بعض المعلقين في وسائل الإعلام قوانين الرقابة وموقف نيجيريا المتشدد تجاه الجنس، وهو ما عطل العديد من صانعي الأفلام عن معالجة الموضوعات الجنسية بطريقة واقعية في المناطق الجنوبية والشمالية على السواء.

وذكر مقال افتتاحي لموقع Pulse الإخباري أن "معظم الأفلام في نيجيريا إما رومانسية أو كوميدية، في حين أن التركيبة السكانية للبلاد تتمتع بالأكثرية الشبابية، ويندر إنتاج الأفلام الموجهة خصيصاً لفئة الشباب".

في غضون ذلك، يترقب منتجو نوليوود تلك الفرصة التجارية، فبعد حظرها بأيام في الشمال، تعاقدت ساداو مع شركة إنتاج سينمائي في الجنوب، لتظهر في العمل الدرامي السياسي الناطق باللغة الإنكليزية "أبناء الخلافة"، والذي يتكون من 13 جزءاً.

وينتظر أن تلعب ساداو دوراً مركباً لفتاة شمالية تقليدية، ولكنها أنيقة وواثقة وذكية وبارعة.

علامات:
تحميل المزيد