هل أزعجوا الأموات أيضاً؟

هل أزعجوا الأموات أيضاً؟ هل موتى الضمير أماتوا أموات المقابر؟ هل ما زال طفل ومُشاغب الحي "عسكور" مُشاغباً؟ أم جعلوه أيضاً يكبر ألف سنةٍ ويوماً؟ هل أُغلقت بوابة الشهباء؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/16 الساعة 04:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/16 الساعة 04:51 بتوقيت غرينتش

سألته:

أحقّاً دُمِّرت حلب؟
أيُعقل أن يحدث بعاصمة الثقافة الإسلامية ما حدث؟
هل مات أبناؤها حقّاً؟
هل حدائقها العامّة باتت خالية من العامّة؟
عجوز الحي الذي كان يعطف على طفولتنا
ومأذون المدرسة الذي يتحمل فوضى طفولتنا
أحقّاً ماتوا؟
ما أخبار الدايم دوم ومقاهي الخالدية؟
أما زالت روائح المأكولات الشعبية تعبق بشوارع الجميلية؟
هل ما زال فلافل القصّاص هناك أم اقتصّوا منه؟
هل ما زال شعب حلب ببساطته يتعارك أمام باب فلافل الفيحاء؟
ماذا حلّ بحبيبة القُرّاء مكتبة إسطنبولي؟
أخبرني عن المكتبة الوطنية والمركز الثقافي
أما زالت الكُتب فيهن يضحكن لعيون قُرّائهن؟
أم هن أيضاً هُجِرن؟
ما زال باب الحديد كالحديد؟

أخبرني بالله عليك
ماذا حلّ بشجرة أم نمر؟
أما زالت يتيمة؟
هل ذَبُلت، هل قُطّعت؟
هل هي أيضاً نالها من التنكيل ما نالها؟
أخبرني عن شرفة منزلي؟
أذكر أنني تركت كُرسيّي وطاولتي
هل هم أيضاً قُتِلوا؟
هل ما زالت كُتب ورسائل مُراهقتي بمخبئها؟
هل رأتها عيون المُغتصبين؟
ماذا حلَّ بمقبرة حينا العشوائية؟

هل أزعجوا الأموات أيضاً؟
هل موتى الضمير أماتوا أموات المقابر؟
هل ما زال طفل ومُشاغب الحي "عسكور" مُشاغباً؟
أم جعلوه أيضاً يكبر ألف سنةٍ ويوماً؟
هل أُغلقت بوابة الشهباء؟
هل هاجرت أم كلثوم مصايف الصنم؟
أما زال مقهى العمارة بالجامعة يعجُ بطلاب الآداب؟
هل ما زال جامع الرحمن يزوره أهل الرحمن؟

أخبروني..
هل ما زالت ساحة سعد الله مضافة العابرين؟
هل القلعة تشتاق للسائحين؟

أخبرني.. أخبرني
هل لديك أخبار عن صديق عمري إبراهيم؟
أما زال شعلة ذكاء ومجنوناً؟
هل ما زال حيّاً؟
أما زال نشيطاً مُثابراً؟
أم أن الحرب نالت منه أيضاً؟
هل حقّاً حُوِّلَ حي الفردوس إلى جهنم؟
أما زال الصالحون في حي الصالحين أم هجّروّهم؟
هل ما زال نهج أبو عنتر في حي باب النيرب والمرجة؟
أم أن الحرب قضت على العنتر فيهم أيضاً؟

أخبرني بالله عليك..
هل ما..
اصمت بالله عليك.. والله لا أدري بماذا أُجيبك.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد