قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول 2016، إن بعض التقديرات تشير إلى أن تنظيم "داعش" يجمع ما قد يصل إلى 30 مليون دولار في الشهر من مصادر مختلفة.
وأوضح أن "هذا المبلغ يشمل الزكاوات القسرية والضريبة التجارية، ورسوم الكهرباء والماء، وإيجار العقارات التي يصادرها، والرسوم الجمركية".
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من وجود "تهديدات محدقة لتنظيم داعش في منطقة جنوب شرقي آسيا".
جاء ذلك في تقرير، ناقشه أعضاء مجلس الأمن خلال جلسة حول تهديد الأعمال الإرهابية للسلم والأمن الدوليين.
تحركات التنظيم
وأضاف كي مون في التقرير أن "التنظيم يستميل أشخاصاً جدداً، ويعيد تنشيط شبكات إرهابية سبقته إلى الوجود، ليصبح مصدر تهديد متجدد للمنطقة".
وأشار إلى أن "المتطرفين من أبناء منطقة جنوب شرقي آسيا، لأول مرة منذ اندلاع النزاع الأفغاني، يسافرون بانتظام إلى الخارج للانضمام إلى حركة متشددة عالمية".
وأكد الأمين العام في تقريره أن "النكسات العسكرية التي تعرض لها داعش، مؤخراً، قلصت إلى حد بعيد من قدرة التنظيم على إيجاد الموارد".
وفي هذا الخصوص، أوضح أن "قدرة التنظيم على تحصيل الدخل من بيع النفط تقلصت، لكنه لا يزال يحاول في الوقت نفسه التكيف مع واقعه الجديد".
وأردف قائلاً: "كثف داعش من جهوده في استخلاص الضرائب لتعويض ما يضيع عليه من عائدات النفط". وتابع: "لا يزال التهديد الذي يشكله داعش كبيراً، وما فتئت ملامحه تتنوع".
وأشار إلى أن "عناصر التنظيم يستخدمون علاقاتهم الشخصية مع أفراد تنظيم القاعدة، لدعم أعمال تحضيرهم لهجمات كبيرة في أوروبا (في 2015 و2016)، وكينيا (في 2015)".
وأضاف أن "القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش يتبادلان الدعم العملياتي في اليمن".
واعتبر كي مون أن "الضغط العسكري الذي يمارَس حالياً على داعش، في العراق وسوريا أدى إلى ارتفاع عدد العائدين من المقاتلين الأجانب، لاسيما إلى أوروبا والمغرب العربي".
وحذر من أن "هذا يطرح تحديات جديدة على الدول الأعضاء. فقد تكيف المقاتلون الأجانب والعائدون مع التدابير المضادة التي اتخذتها الدول الأعضاء عن طريق اللجوء إلى السفر المتقطع واستخدام التشفير".
وقال الأمين العام إن هناك تهديدات محدقة باليمن وشرقي إفريقيا من تنظيم داعش.
وأردف: "وعلى غرار الهجمات التي يشنها في اليمن فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، يستهدف تنظيم داعش في اليمن المباني الحكومية ومسؤولي الدولة. ورغم المنافسة الشرسة على مستوى الدعاية بين تنظيم القاعدة وداعش في اليمن لا توجد أي تقارير بشأن وقوع اشتباكات مباشرة بينهما".
وبيّن أنه "استناداً إلى تقارير من الدول الأعضاء يبدو أن مقاتلي التنظيمين على استعداد للتعاون معاً على المستوى التكتيكي".
وتطرق الأمين العام في تقريره للحديث عن تمدد "داعش" في الصومال ودول شرقي إفريقيا وقال إن "خليتين لداعش ظهرتا في الصومال: تعمل أولاهما في جبال باري بمنطقة بونتلاند. وهذه مجموعة يقودها عبدالقادر مؤمن، وهو قيادي سابق في حركة الشباب حوّل ولاءه إلى داعش عام 2015. ويصل عدد الخلية إلى 300 مقاتل، يتلقون الدعم المالي واللوجستي من داعش اليمن. وفي أوائل العام الجاري تم تسليم تلك الخلية شحنة أسلحة قادمة من اليمن عن طريق البحر".