اشتعل السباق الرئاسي الأميركي بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ليبدأ كل طرف باستغلال نقاط ضعف الآخر والتشهير به بكافة الطرق حتى وإن شمل الأمر فضائح جنسية.
فقد استغل معارضون لهيلاري الفضيحة الجنسية السابقة لزوجها بيل كلينتون لشن هجوم خلال فاعلياتها الانتخابية والصياح بكلمة "المغتصب" للتشويش عليهم. فيما ظهرت روايات بالصحف لسيدات تدعي محاولة ترامب التحرش بهن ولمسهن دون موافقتهن، وتوعد المرشح الجمهوري في المقابل بمقاضاة الصحيفة والموقع اللذين نشرا هذه القصص.
وشن موقع InfoWars أو "حرب المعلومات"، ويملكه الصحفي الأميركي أليكس جونز، سلسلة من الهجمات على التجمعات الانتخابية المناصرة لهيلاري كلينتون خلال الأسبوع الحالي بأن عرض موقعه 5000 دولار لأي شخص يصيح خلال هذه التجمعات بعبارة "بيل كلينتون مغتصب"، في محاولة للتشهير بالمرشحة للرئاسة الأميركية عبر استغلال فضيحة سابقة لزوجها مع مونيكا لويسكي.
وخلال فاعلية أقيمت يوم الثلاثاء الماضي في مدينة جرينسبورو بولاية كارولينا الشمالية، فوجئ الرئيس الأميركي باراك أوباما بحشد من المتظاهرين يرتدون قمصان عليها شعار يتهم الرئيس السابق بالاغتصاب، وفقاً لما جاء بموقع نيويورك بوست.
ومزح أوباما بشأن تصرفات هؤلاء المعارضين بقوله: "إنهم يقدمون عروض أداء لبرامج تلفزيون الواقع"، وهي كناية عن كون تصرفاتهم ممثلة وغير حقيقية. وتابع: "اذهبوا لتنظيم تجمعات انتخابية مناصرة لكم. إن لم تكونوا قادرين على الحشد لا تأتوا إلى تجمعات المنافسين لكم لتخريبها".
وعرض جونز، صاحب موقع حرب المعلومات ومناصر كبير لدونالد ترامب، مكافأة لمن يهاجم الرئيس السابق بيل كلينتون.
وبعد إعلان المكافأة منذ أسبوع تقريباً، شرع مؤيدوه في التواجد بالفاعليات الانتخابية لهيلاري في ولايتي ميامي وويسكنسون، حيث تعرض زوجها والرئيس السابق كلينتون لهجوم أثناء ظهوره في مدينة ميلووكي السبت الماضي.
وقد بدا على بيل كلينتون، الرجل المرح القادم من ولاية أركانساس، التوتر عندما صاح متظاهر بكلمة "مغتصب" خلال نقاش حول موقف المرشح الرئاسي والملياردير ترامب من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال كلينتون خلال النقاش: "لا أحد يمكنه منازعة الحقيقة بأن"، ليكمل شخص يقف بين الجمهور العبارة بقوله: "بأنك مغتصب".
وبعد أن ساد الصمت لبضعة ثوانٍ غير مريحة، عاد الرئيس السابق ليضحك ويقول: "يجب أن نشعر بالأسى من أجلهم. لقد كان يوم أمس عصيباً عليهم"، في إشارة إلى تسريب فيديو يوم الجمعة الماضية يتحدث خلاله ترامب عن النساء بنحو فظ.
وقال المتحدث بإسم موقع حرب المعلومات إن 13 مشاركاً في حملة الهجوم على كلينتون تواصلوا معهم للحصول على المكافأة البالغ قيمتها 5000 دولار.
وقال المتحدث إنه لم يدفع أي مبالغ مالية لأي شخص حتى الآن، وإنهم سيرسلون شيكات للمستحقين بواسطة البريد بنهاية الأسبوع الحالي.
ووفقاً للموقع، سيستمر عرض "بيل كلينتون مغتصب" طوال فترة السباق الانتخابي أو حتى تنفذ قيمة المكافآت البالغة 100 ألف دولار.
وعلى الناحية الأخرى، يعتزم المرشح الرئاسي دونالد ترامب مقاضاة صحيفة نيويورك تايمز بسبب نشرها روايات لسيدتين تدعيان أن المرشح عن الحزب الجمهوري تحرش بهما عن طريق الملامسة باليد، وفقاً لما نقله موقعا "إيه بي سي نيوز" و"واشنطن بوست". وقالت شبكة "سي إن إن" أيضاً إن ترامب يعتزم مقاضاة موقع بالم بيتش لنشره مزاعم سيدة ثالثة حول نفس الشأن.
وقال متحدث باسم صحيفة نيويورك تايمز لموقع هافينغتون بوست: "نحن نقف بجانب القصة التي تدعم دور الصحافة في تقديم المعلومات للجمهور".
ويعرض التقرير، الذي نشرته "التايمز" أمس الأربعاء، تفاصيل قصة سيدتين تدعيان أن ترامب لامسهما بشكل غير لائق. وقالت جيسيكا ليدز إن ترامب أمسك بثديها وحاول وضع يده أسفل تنورتها بينما كانت تجلس بجواره في مقاعد الدرجة الأولى بإحدى الطائرات منذ 3 عقود تقريبا. وقالت راشيل كروكس إن ترامب حاول تقبيلها من فمها دون موافقتها في برج ترامب عام 2005، وفقاً لتقرير نشرته النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست".
وتابعت كروكس بقولها: "كان أمراً غير ملائم. لقد شعرت بالانزعاج من اعتقاده بأنني عديمة الأهمية وأنه يستطيع أن يفعل ما يحلو له".
وانضم موقع "بالم بيتش بوست" للقصة بنشره مزاعم لسيدة ثالثة تقول إن ترامب حاول ملامستها في قصر مارس في لاغو عام 2003.
وأنكرت حملة ترامب كل الاتهامات السابقة. وتوعدت بمقاضاة الصحيفة والموقع.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يهدد فيها ترامب وسائل إعلام بمقاضاتها خلال حملته الانتخابية وعبر مسيرته المهنية كرجل أعمال. فقد قال مؤخراً إنه سيقاضي صحيفة نيويورك تايمز لنشرها تقرير عن عوائده الضريبية.
وطالب محامو ترامب الصحيفة بالاعتذار الفوري والكامل عن ما وصفوه بـ"المقال التشهيري". وأضافوا أن ترامب سيتبع كل الإجراءات الممكنة إذا امتنعت الصحيفة عن الاعتذار.