كُن لأجلك

كن قوياً لأجلك، وكن شجاعاً لأجلك أيضاً؛ لأنك أنت وحدك ستدخل معارك عظيمة في تاريخ حياتك، ولا يخفى عليك أن المعارك صعبة جداً تحتاج لتركيز دقيق، سيف قوي، وضربة أقوى بكثير؛ لتهزم فيها العدو الذي قد يكون موجوداً بداخلك أنت، وليس دائماً شخصاً غريباً عليك.

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/08 الساعة 03:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/08 الساعة 03:53 بتوقيت غرينتش

عندما قررت البدء بكتابة مقالات خاصة بي كانت رغبتي لأعبّر على كل ما يجول في خاطري، كان هدفي أن أبدأ الابتعاد عن السياسة وصراعاتها تدريجياً، فاخترت موضوع معركة، أو بالأحرى "حرب الحياة"، فقد يضطر أحد من أجل العيش، أن يخوض حروباً كثيرة؛ لذا يجب عليه ألا يستسلم.

هذا الموضوع يحكي عن حياة يعيشها الجميع، وأعتبره الموضوع الأنسب لافتتاح أول مقال لي بعيداً عن السياسة.

كن قوياً لأجلك، وكن شجاعاً لأجلك أيضاً؛ لأنك أنت وحدك ستدخل معارك عظيمة في تاريخ حياتك، ولا يخفى عليك أن المعارك صعبة جداً تحتاج لتركيز دقيق، سيف قوي، وضربة أقوى بكثير؛ لتهزم فيها العدو الذي قد يكون موجوداً بداخلك أنت، وليس دائماً شخصاً غريباً عليك.

فذلك الجزء الموجود بداخلك هو الذي يقول لك: لا أنت لا يمكنك فعل هذا، وهذا صعب ومتعب، هذا ليس جيداً، وذلك لا يمكنك تحقيقه، لا تستطيع أن تعبر عن أفكارك، سيسخر منك الجميع، ولن تعجبهم أفكارك، حتى تصبح أنت لا شيء، أي أن وجودك زي عدمه، تصبح عاجزاً عن الخروج من القيود والعثرات والصعاب، تلقي بأحلامك وأمانيك وأهدافك؛ لتبقى على قيد الحياة بلا حياة.

غير أنه إذا استطعت التغلب على نفسك، بإرادتك، وقوّتك وشجاعتك، وأيضاً بعزيمتك، ستحارب من أجل أهدافك، وستغير الكثير في حياتك، ستحقق نجاحات كبيرة، ستتخلص من العجز والكسل وذاك الشعور النابع منك الذي يصيب الكثير والكثير، ويلقي بهم في عالم اليأس والضعف، فمهما دخلت حروباً كثيرة، وتعددت فيها اللقطات القاسية والمشاهد المروعة، تذكر دائماً أن تلك الحروب لا وجود فيها للجبناء وضعفاء القلوب، فالكل يسعى للفوز، ولا يحبون الخسارة، ورغم كل ذلك، لن يفوز فيها إلا قوي الإيمان، وشجاع القلب.

أبرز ذاتك وهويتك للعالم، كن أنت كما تريد، وليس كما يريد غيرك، عبِّر عن أفكارك، حرر إبداعاتك، ثِق بنفسك وبربك، ولا تدع نفسك تنفلت منك؛ لأن انفلاتها قد يسبب لك الشقاء وكثرة البلاء، فلا تعلم متى ستنتهي الحرب؟ وإلى متى ستبقى صامداً؟ وهل ستفوز؟

اجعل لأهدافك وأمانيك خططاً، باشِر بتنفيذها في الواقع، وليس في مخيلة ذهنك، وإن لم تنجح إحدى الخطط أبدلها بغيرها، ولا تفكر في الفشل، أو تنظر خلفك، قد تسقط في جُزئك الفاشل، وتجعل نفسك عرضة للدمار، تستسلم للحياة وتتركها تخفي ابتسامتك.

فلو أننا نفكر قليلاً وقلنا الخير فيما اختاره الله، وإن تلك الخطة لم يكن فيها خير، ولن يأتينا منها إلا الشر والمصائب، وإن الخطة البديلة قد تنجح أفضل، لكُنّا أقوياء بكثير.

عندما قلت كن قوياً أو شجاعاً لأجلك، ليس معنى ذلك أن تنسى غيرك، بل ساعد، وكن عوناً لمن هو في أمَس الحاجة إليك، كن سنداً له، ورفيقاً في أوقات ضعفه؛ لكي يفوز في معركة حياته هو أيضاً، فربما إن يسَّرت أمر محتاج يسَّر لك الله أمورك، وحقق أمانيك، وتغلبت على الصعاب، إن شاء الله.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "مَن نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفسَّ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومَن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة".

خُض حربَك، واجعل الفوز من نصيبك، ولا تنسَ "كُن لأجلك".

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد