استمعوا لأم كلثوم وتصوّروا مع الحلاقين وأكلوا البصارة.. هذا ما فعله المرشحون المغاربة للوصول إلى قلوب الناخبين

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/06 الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/06 الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش

حملات الدعاية بالانتخابات البرلمانية المغربية، المقررة غداً الجمعة، شهدت أساليب جديدة مبتكرة ومتنوعة، لاستمالة الناخبين لعل أبرزها فيديو لرئيس الوزراء الحالي عبدالإله بن كيران وهو مستمتع بالاستماع لأغنية لأم كلثوم وتوظيف أغنية لسعد لمجرد في مهرجان انتخابي.

وتنوعت الدعاية ما بين وعود المرشحين للناخبين بالتخلي، حال الفوز، عن مستحقاتهم المالية بالبرلمان، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، مثل إنشاء مواقع الكترونية، فضلاً عن استعانة أحزاب بممثلين ومثقفين ودعاة سلفيين على قوائمهم، إلى جانب تنظيم مناظرات تلفزيونية لأول مرة.

وتجرى الانتخابات التشريعية لاختيار نواب الغرفة الأولى بالبرلمان، بعد قيادة حزب "العدالة والتنمية" (الإسلامي) الائتلاف الحكومي للمرة الأولى في تاريخه.

وهي انتخابات مباشرة يختار خلالها المغاربة ممثليهم بمجلس النواب، ويعين الملك رئيس الحزب الفائز رئيساً للحكومة، إذا حصل على الأغلبية، أو شكل تحالفاً يوفر الأغلبية لحكومته بالبرلمان.

وعود التخلي عن المخصصات المالية

تعهد بعض المرشحين من فيدرالية اليسار الديمقراطي (تضم أحزاباً يسارية وهي: الطليعة، المؤتمر الوطني الاتحادي، واليسار الاشتراكي الموحد) بالتخلي عن أجورهم (مخصصاتهم المالية) في حالة نجاحهم بالانتخابات، في حين اعتبر بعض المحللين القانونيين أن الأمر يمكن أن يعرضهم لإلغاء نجاحهم بالانتخابات على اعتبار أن القانون يمنع ذلك.

وقال نور الدين هرماز، مرشح لائحة فيدرالية اليسار الديمقراطي (يساري معارض) إنه يلتزم بالتنازل على راتبه الشهري والمخصصات المالية في حال حصوله على مقعد نيابي، متعهداً بأن تستغل تلك الأموال دعماً لجمعيات المجتمع المدني وبعض المشاريع الاستثمارية لصالح العاطلين والمعطلين.

التكنولوجيا الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعية

ارتفعت وتيرة استخدام الأحزاب للتكنولوجيا الحديثة مقارنة بانتخابات 2011، خصوصاً في ظل ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت بالبلاد، وتعج شبكات التواصل الاجتماعي خلال الحملة الانتخابية بصفحات الأحزاب والمرشحين.

زيادة عدد الصفحات الترويجية بشبكات التواصل الاجتماعي

إنشاء بعض المواقع الإلكترونية مثل مواقع "عمربلافريج" مرشح لائحة فيدرالية اليسار الديمقراطي بالعاصمة الرباط، ومصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة عن حزب "العدالة والتنمية".

وأطلق حزب "الأصالة والمعاصرة" (معارض) تطبيقاً على الهواتف الذكية يتيح التعرف على برنامجه الانتخابي ومشاهدة مقاطع فيديو.

في حين بث عبدالإله بنكيران، الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" رئيس الحكومة، فيديو على موقع "يوتيوب" وهو يستمع لأغاني أم كلثوم.

الاستعانة بالأبطال الأولمبيين والرياضيين

واستعانت بعض الأحزاب بشعبية رياضيين ومسؤولين بالقطاع، خصوصاً أن صورهم معروفة ولهم قدرة على إقناع المواطنين، وهو ما جعل بعض الأحزاب تلجأ إليهم.

واستعان حزب "التجمع الوطني للأحرار" بنوال متوكل، البطلة الأولمبية نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، حيث تم وضعها على رأس لائحة النساء بالحزب.

وكذلك رشح حزب "الأصالة والمعاصرة" رئيس فريق الوداد البيضاوي بدائرة الدار البيضاء.

ممثلون ومثقفون

ورغم أن الأحزاب كانت ترشح في السابق بعض الأسماء المعروفة في المجالين الفني والثقافي، فإن الظاهرة شهدت نمواً ملحوظاً، خلال هذه الانتخابات، لاسيما أن نحو 100 من المثقفين والفنانين والصحفيين والحقوقيين ونشطاء مجتمع مدني بعثوا برسالة مفتوحة إلى الأمينة العامة لحزب "اليسار الاشتراكي الموحد" نبيلة منيب لدعم حزبها.

وعبروا خلال الرسالة عن دعمهم للحزب وخياراته السياسية.

ومن بين الشخصيات عبدالله حمودي الإنتروبولوجي والأستاذ في جامعة برنستون الأميركية، وعبدالعزيز النويضي الحقوقي والمحامي، وفؤاد عبدالمومني الاقتصادي المغربي، والإعلامية فاطمة الإفريقي.

كما أعلن العديد من الفنانين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعمهم لبعض الأحزاب، وآخرون ترشحوا بالفعل عن بعض الأحزاب، بينهم الممثلة "بشرى أهريش" التي ترشحت عن حزب "الحركة الشعبية" بمدينة "سلا" (شمال).

وكذلك استغل حزب "التقدم والاشتراكية" (يساري مشارك في الائتلاف الحكومي) خلال مهرجان خطابي، أغنية للمغني المغربي سعد لمجرد، حيث عبر الأخير عن غضبه، ليتم الاعتذار له من جانب الحزب.

الاستعانة بدعاة سلفيين

وعرفت الحملة الانتخابية أيضاً الاستعانة بشكل كبير بدعاة سلفيين، خصوصاً الذين قضوا سنوات في السجون، وكانت لهم مراجعات فكرية، ورشحت أحزاب دعاة سلفيين بالانتخابات، اعتماداً على قوة تأثيرهم على السلفيين وأتباعهم.

ورشح حزب الاستقلال (معارض) محمد رفيقي، المعروف بـ"أبوحفص"، كما أعلن السلفي محمد القباج دعمه حزب "العدالة والتنمية" بعد أن رفض السلطات خوضه الانتخابات على قوائم الحزب نفسه.

ويدعم الداعية السلفي عبدالكريم الشاذلي حزب "الحركة الديمقراطية الاجتماعية".

البث المباشر للمهرجانات الخطابية

وبعد أن كان حزب "العدالة والتنمية" الوحيد الذي ينقل مهرجاناته في الانتخابات السابقة على الهواء مباشرة، عملت أحزاب أخرى على نقل مهرجاناتها الانتخابية، وبينها "الاستقلال"، كما عملت بعض الأحزاب على نقل المهرجانات الخطابية بالبث الحي على مواقعها الإلكترونية.

مناظرات تلفزيونية

في أول تجربة من نوعها بالبلاد، نظمت قناة "ميدي 1 تيفي" (خاصة) مناظرة تلفزيونية شهدت مشاركة 6 أمناء عامين لأبرز الأحزاب المشاركة بالانتخابات المقبلة.

وشارك في المناظرة كل من: إلياس العمري الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، وحميد شباط الأمين العام لحزب "الاستقلال"، ونبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية"، وإدريس لشكر الأمين العام لحزب "الاتحاد الاشتراكي"، ومحمد ساجد الأمين العام لحزب "الاتحاد الدستوري".

في حين غاب عن المناظرة كل من عبدالإله بنكيران، الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، وصلاح الدين مزوار، الأمين العام لحزب "التجمع الوطني للأحرار"، ومحمد العنصر الأمين العام لحزب "الحركة الشعبية".

صور مع مهنيين وبسطاء

وحرص المرشحون وبعض الأمناء العامين على التقاط صور مع بعض أصحاب المهن والبسطاء، تعبيراً عن شعبيتهم وقربهم من المواطنين، خصوصاً في ظل العدد الكبير لأصحاب هذه المهن.

والتقط حميد شباط، الأمين العام لحزب" الاستقلال"، صوراً مع أصحاب بعض المهن مثل صورة له مع حلاق، وكذلك وهو يتناول البيصارة (أكلة شعبية تصنع من الفول).

تحميل المزيد