قام الأمير تشارلز بزيارة سرية، بعد جنازة شيمون بيريز، إلى قبر جدته في القدس الشرقية.
وذهب الأمير إلى كنيسة مريم المجدلية في جبل الزيتون، بعد أن حضر مراسم الجنازة مع أوباما وبيل كلينتون، لزيارة قبل جدته لأبيه، إحدى أتقياء الأمم (لقب تعطيه إسرائيل تكريماً لغير اليهود ممن خاطروا بحياتهم لإنقاذ اليهود من النازيين).
كنيسة مريم المجدلية
استغل الأمير تشارلز، أمير ويلز، زيارته لإسرائيل، هذا الأسبوع، لحضور جنازة الرئيس الأسبق شيمون بيريز، ليهتم ببعض الشؤون العائلية. فقد ذهب الأمير، بعد أن انتهت الجنازة يوم الجمعة في جبل هرتزل بالقدس، إلى جبل آخر في الجزء الشرقي. وهو جبل الزيتون، حيث كنيسة مريم المجدلية، وهناك زار سراً، قبر جدته لأبيه، وفق ماجاء في صحيفة Haaretz.
الأميرة أليس، أميرة باتنبرغ، هي أم الأمير فيليب، دوق إدنبره، والد تشارلز، وصاحب أطول فترة زواج ملكية في التاريخ البريطاني. كما تعرف الأميرة أليس أيضاً باسم الأميرة أندرو أميرة اليونان والدنمارك، وهي شخصية تاريخية ذات أهمية تاريخية معتبرة، فقد تم تصنيفها واحدةً من أتقياء الأمم، لإنقاذها أسرة يهودية يونانية خلال الهولوكوست.
ولم تعلق وسائل الإعلام الإسرائيلية على زيادة الأمير تشارلز لقبر الأميرة أليس، ولا ظهر شيء عن ذلك الموضوع في صفحته على فيسبوك، كما لم يصدر فريقه الإعلامي بياناً حول تلك الزيارة. لكن عدداً من الصور من القرية شقت طريقها للإنترنت في الأيام الأخيرة، أغلبها من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص يعملون في الكنيسة.
أول زيارة رسمية
وتنبع حساسية الزيارة من القيود المفروضة من قبل الأسرة الملكية البريطانية على زيارة إسرائيل. وتعد زيارة تشارلز تلك إلى إسرائيل أول زيارة رسمية من قبل أحد أفراد الأسرة المالكة البريطانية لإسرائيل منذ إنشائها عام 1948. ومع أن عدداً من أفراد الأسرة المالكة قد زار إسرائيل من قبل، إلا أن أحداً منهم لم يقم بذلك بصفته الرسمية.
وثمة موضوع شائك آخر: يقع المدفن في القدس الشرقية، التي استولت عليها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة ثم ضمتها بعد ذلك، لكن بريطانيا لا تعترف بأنها جزء من إسرائيل.
وكان والد الأمير تشارلز، الأمير فيليب، دوق إدنبره، قد زار في الماضي إسرائيل ليرى "ياد فاشيم"، حيث زرعت شجرة تكريماً لأمه الأميرة أليس.
الأميرة أليس
ولدت الأميرة أليس، حفيدة للملكة فيكتوريا، عام 1885. وقد ولدت صماء وشخصت لاحقاً بإصابتها بالفصام. وتزوجت الأمير أندرو، أمير اليونان، عام 1903، وأنجب الزوجان خمسة أولاد (ولداً وأربع بنات). الولد هو الأمير فيليب، دوق إدنبره، وزوج الملكة إليزابيث الثانية، ملكة إنجلترا، ووالد الأمير تشارلز.
عاشت الأميرة أليس في اليونان أثناء الحرب العالمية الثانية، والتي كانت واقعة تحت الاحتلال النازي عام 1943. ويقول موقع ياد فاشيم: "وجدت الأميرة نفسها في موقف صعب. فقد كان لديها أصهار يقاتلون في الجانب الألماني، وولدها (الأمير فيليب) في البحرية الملكية البريطانية".
اعتُرف بالأميرة أليس واحدة من أتقياء الأمم، عام 1943. بدأت القصة بصداقة قديمة بين الأسرة المالكة اليونانية، التي ينتمي إليها زوجها، وعائلة هايماكي كوهين، وهو يهودي كان عضواً في البرلمان اليوناني. هربت أرملة كوهين وأبنائها من النازيين عام 1943.
سمعت الأميرة أليس بموقف الأسرة الحرج، وعرضت أن تؤوي عندها راشيل وبنتها، تيلدا، في منزلها. وبعد ذلك بوقت لحقهما ابن آخر. وبحسب موقع ياد فاشيم، فقد ظلت أسرة كوهين تحت حماية الأميرة أليس حتى تحرير اليونان. وقد شك الغستابو (البوليس السري الألماني) عدة مرات في الأميرة، حتى أنهم استجوبوها لكنها استخدمت صممها لتدعي أنها لم تفهم أسئلة المحقق.
وتشبه قصتها في تلك النقطة قصة والد شيمون بيريز، إسحاق بيرسكي. فقد هاجر بيرسكي إلى فلسطين عام 1932 عندما كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني، وانضم إلى الجيش البريطاني عام 1939 وأرسل لمحاربة النازيين. وقع بيرسكي في الأسر في اليونان عام 1941، مثله في ذلك مثل الكثيرين، لكنه نجح في الهرب وخبأه رهبان يونانيون. وكانت قصة حياته بعد ذلك ملآى بالهروب والاعتقالات، وتضمنت جزء إنقاذ مذهل للمئات من اليهود من معسكر أوشفيتز، ونظم ذلك الإنقاذ زميله في الأسر، تشارلز كوارد ("كونت أوشفيتز")، الذي حصل في النهاية أيضاً على لقب واحد من أتقياء الأمم من ياد فاشيم.
أنشئت الأميرة أليس جماعة من الراهبات اليونانيات الأرثوذكسيات، وانسحبت من العالم لتعيش في جزيرة تينوس اليونانية. ومع ذلك، فقد انتقلت إلى لندن في أعقاب انقلاب العقداء في اليونان عام 1967، وماتت بعد ذلك بعامين في قصر باكنغهام. ونقلت عظامها إلى إسرائيل، عام 1988، تنفيذا لوصيتها المعلنة، وأعيد دفنها في كنيسة مريم المدلية بجبل الزيتون بالقدس، لترقد هناك إلى جانب خالتها، الدوقة العظمي إليزافيتا فيودوروفنا، التي قتلت في الثورة البلشفية في روسيا.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Haaretz. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.