وما ذلك على قلبي بعزيز
عُمْرُ نوح الذي سلب مني ما سلب
وبعثر أيامي
ورمّل أحلامي
وأجهضني ذات عِزّةٍ
وذات تالٍ بعد تالي
ولم تُبالي
وما ذلك على قلبي بعزيز
المُرُّ الأيّوبي الذي أكل مني ذراعاً وكتف
وصفع الواقع بما وقع
وخيّب آمال أزميرلدا
ولطّخ تلك الليالي
ولم تُبالي
وما ذلك على قلبي بعزيز
الحسرة المشنوقة على منصّة الغصّة
والغصّة التي قتلت قصة
بألف قصة
وهتكت ستر حالي
ولم تُبالي
وما ذلك على قلبي بعزيز
بلقيس التي ما حفظت المملكة
وهدمت صرح سبأ
وأسكتت هُدهُدَ سُليمان
ونشرت وبالي
ولم تُبالي
وما ذلك على قلبي بعزيز
استباحةُ عُذرية الأماكن
فضّتْ بكارة ليلى
وألبَسَتْ قيس جِلد الخراف
هذا ببالي
ولم تُبالي
وما ذلك على قلبي بعزيز
حروفُ الجرِّ التي نصبتُها
وأغاريت التي كسرتُها ورفعتكِ
وعشتار التي بِعتُها بجرّة قلم
جعلتني خارج مكانة الإعراب
وأردتْ خيالي
ولم تُبالي
وما ذلك على قلبي بعزيز
وريقاتُ التوت التي أسقطتُها قبل أن أسقط
ولم أسقط
ولن أسقط
ولصوصيتي على شُرفاتِ المنازل
ولا سؤالي
ولم تُبالي
وما ذلك على قلبي بعزيز
النشرُ وليالٍ ألف وليست عشر
كأيام حشر
وصبابةٌ من سذاجة أم نمر
والسقفُ العالي
ولم تُبالي
وما ذلك على قلبي بعزيز
الأنام الذين رحلوا
والعُزلة التي حَلّتْ
والقصائد التي حُلّتْ
والنجوى لشامٍ وأرضٍ
وعمّي وخالي
ولم تُبالي
وما ذلك على قلبي بعزيز
الفقدان الذي أوجدني
والوجود الذي فقدني
وثقافة النقيض بِفُقرِ الغِنى
وشحيحُ مالي
ولم تُبالي
وما ذلك على قلبي بعزيز
قلبي وعمري وحسّي وكُلّي
وجودي وعودي ونبضي وأملي
حياتي مماتي
حلمي وآمالي
ولم تُبالي
وما ذلك على قلبي بعزيز
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
