"المرأة هي نصف المجتمع"، كلامٌ مبتذلٌ لأنه يأتي بدون تطبيق، المرأة في وقتنا الحاضر عبارة عن سلعة، ولكن لا ثمن لها، المرأة الآن هي إما آلة تفريخ للأطفال، أو آلة لممارسة الجنس، أو وسيلة للبيع والتسويق.
المرأة في هذا الزمن تُطالب بحقوقها وتسعى للمساواة مع الرجل، ولا أعتقد أن أحداً يمكن أن يُطالب بشيء موجود لديه أصلاً، ولكن المُطالبة تكون بشيء مفقود. الإسلام أعطى المرأة حقوقاً لم تكن لِتحصُل عليها من سواه من الأديان أو الشرائع أو القوانين الوضعية، ولو أردنا أن نختصر لقلنا إنه يكفيها أنه أعطاها حقَّ الحياة، في الجاهلية كانت منتشرة عادة وأد البنات، وذلك خوفاً من العار الذي "قد" تجلبه لأهلها.
لاحظ كلمة "قد" بين علامتين، فهي مجرَّد طفلة حديثة الولادة، ولكن العقلية الجاهلية كانت تخاف من عارهم المستقبلي الذي "قد" يأتي منهن.
ما الحقوق التي حصلت عليها المرأة في الإسلام؟ لم تصبح متاعاً، بل أخذت مكانتها الطبيعية كإنسان له مشاعر وأحاسيس، فأصبح زواجها بإذنها وليس فرضاً عليها، حتى إنه لا يجوز تزويج الفتاة إن كانت رافضة للرجل، بل إن الزواج يبطُل فوراً، المرأة أصبحت كائناً مستقِلاً، فما عادت من ضمن متاع زوجها المُتوفى، ولم تعد تدخل في ترِكَتِه كالمال والأثاث.
أعفاها الإسلام من النفقة على بيت الزوجية، وجعل هذا الأمر فرضاً على الرَّجل، أسقط الله عنها خُمسي الفرائض أثناء فترة الحيض، فهي معفاة من الصوم والصلاة في هذه الفترة نظراً للاختلافات التي تحدث لجسدها. وخلال فترة الحيض، كان القدماء يعتبرون المرأة نجَسَاً لا يجوز حتى الاقتراب منه، فقال سبحانه وتعالى: "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن"، الحيض هو الأذى وليس المرأة، والاقتراب أي الجِماع
كما خفَّف الإسلام عن المرأة وأعفاها من جزءٍ كبير من الشَّهادة، بينما جعل كل عبئها على الرجل حين جعل شهادتها نصف شهادة الرجل، المرأة في الإسلام لها من الحقوق ما تتمنَّاه كل نساء العالم في وقتنا الحاضر، لها كرامة وكيان، ليس سلعة ولا بضاعة مبتذلة، ليست متاعاً يُباع ويُشترى، ليست مخلوقاً للمتعة والإنجاب.
المرأة إنسان مستقل، لها كيانها ومشاعر وأحاسيس، في مجتمعنا الذكوري الذي يسلب المرأة حقوقها الطبيعية، لا أجدُ قولاً أقوله خيراً من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً"، لا تظلموهن وتحرموهن حقوقهن، فالظلم ظُلُماتٌ يوم القيامة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.