قائد بالجيش الأميركي: الأكراد يمكنهم السيطرة على الرقة لكنهم غير قادرين على البقاء فيها

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/23 الساعة 17:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/23 الساعة 17:35 بتوقيت غرينتش

قال أحد مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما العسكريين أمام مجلس الشيوخ، الخميس الماضي، إن القوات الديمقراطية السورية المدعومة من أميركا هي القوى المعارضة الوحيدة التي يمكنها انتزاع معقل الدولة الاسلامية في الرقة، لكن لا توجد خطة محكمة للحفاظ على المدينة بعد السيطرة عليها.

القوات السورية التي قوامها 30 ألف مقاتل يهيمن عليها 15 ألف مقاتل كردي، وقد دعمتهم واشنطن طويلاً في صراعهم ضد "الدولة الإسلامية"، لكن الأميركيين يحاولون موازنة دعمهم لحلفائهم الأقوى على الأرض مع وجود معارضة قوية من حليف آخر – تركيا –التي تعتبر القوات الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقره وأميركا في قائمة الإرهاب.

وقال دونفورد عن المجموعة "إنها القوة الأكثر تأثيراً لدينا الآن، وهي المجموعة التي نحتاج أن نرسلها إلى الرقة"، لكنه اعترف بأن الهيمنة الكردية عليها يجعلها "غير مؤهلة لإبقاء سيطرتها على الرقة" بمجرد أن تسقط. هذا الدور (السيطرة) يمكن أن يلعبه الـ14 ألف مقاتل عربي اللذين سيكونون "جزءاً من قوة السيطرة". وحين سُئل دونفورد في جلسة استماع أمام لجنة خدمات القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن كان البنتاغون لديه خطة لاحتلال المدينة والحفاظ عليها اعترف دونفورد قائلاً: "لدينا خطة ولكنها ليست مضمونة".

يوم الأربعاء الماضي، أشاد الجنرال دونفورد بعمل قوى المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، بالأخص الجهود المبذولة لزيادة عدد المقاتلين العرب في القوات الديموقراطية السورية، وقال: "في نفس الوقت من العام الماضي كنا ندعم بضع مئات في قوات المعارضة السورية، لذا فهناك تقدم كبير".

ظل المسؤولون الأميركيون لأشهر يصفون القوات الديموقراطية السورية بأنها المجموعة الوحيدة القادرة على انتزاع الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية. لكن مع المخاوف التركية من زيادة النفوذ الكردي على الأرض بفضل الدعم الأميركي، بذلت واشنطن جهوداً لزيادة قدرات المعارضين العرب المتحالفين مع الأكراد.

تبقى علاقة أميركا متوترة مع تركيا التي دعمت فصائل سورية عسكرياُ في معركة ما يعرف بدرع الفرات، بالإضافة إلى قوات تركية خاصة وأسلحة ثقيلة في شمال سوريا. الغارات التركية على الحدود – والتي فاجأت واشنطن في البداية – سرعان ما تم دعمها بقوات خاصة أميركية على الأرض وطائرات حربية في الجو.

وتعتبر أنقرة المقاتلين الأكراد جزءاً من حزب العمال الكردي المتمرد الذي تصنفه تنظيماً إرهابياً الذي يسعى لكسب منطقة مستقلة في جنوب شرق تركيا، لذا عارضت الدعم العسكري الأميركي للأكراد. تخشى تركيا من تأسيس دولة كردية على حدودها الجنوبية، مما قد يثير الأقلية الكردية لديها. أحد الأهداف الجلية للاحتلال هو إبعاد الأكراد عن الحدود التركية مع سوريا.

عارض الأكراد أيضاً الدعم الأميركي للغارات التركية في سوريا؛ إذ أجبرت القوات الكردية على الانسحاب من مدينة منبج –التي انتزعوها من الدولة الإسلامية– والعودة لمناطق السيطرة الكردية شرق نهر الفرات.

وقد تم توريط فريق من القوات الخاصة الأميركية يرافق الأتراك في هذا التوتر، الأسبوع الماضي، عندما اتهمتهم مجموعة من المقاتلين المدعومين من الأتراك بالانحياز إلى الأكراد أكثر من العرب. ونقل المسؤولون الأتراك المتمردين الذين اشتكوا إلى منطقة أخرى في أرض المعركة مع بقاء المقاتلين الأميركيين على الأرض في شمال سوريا، بحسب مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية.

وقال دونفورد: "إننا نتعاون بقوة مع حلفائنا الأتراك كي نصل للمنهج الصحيح لنتأكد من قدرتنا على القيام بعملية فعالة وحاسمة في الرقة مع القوى السورية الديموقراطية، ونتعامل مع القلق التركي تجاه الأهداف السياسية البعيدة للأكراد".

– هذا الموضوع مترجم عن مجلة Foreign Policy الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد