حيوان مجهري يحوي أكبر أسرار الصحة البشرية.. كيف يستفيد منه الإنسان؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/22 الساعة 07:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/22 الساعة 07:10 بتوقيت غرينتش

هل سبق وسمعت بدب الماء بطيء المشية؟ لا، ليس دباً قطبياً ذا فراء، بل كائناً مجهرياً صغيراً يسمى بالإنكليزية tardigrades. لقد وجد باحثون يابانيون جيناً فريداً في هذا الكائن يساعد على حماية الحمض النووي DNA..

ودب الماء بطيء الخطو هذا أو "التارديغريد" حسب التسمية الإنكليزية، هو من أكثر الحيوانات تحملاً للظروف القاسية من درجات شديدة الحرارة أو البرودة ومن عطش، بل وحتى من ظروف الفضاء الصعبة، حسب تقرير رصدته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

مجلة Nature Communications الدورية العلمية التي تعنى بالأحياء نشرت بحثاً الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2016، تناول هذه الكائنات وكشف مالها من صفات حديثة الاكتشاف مثل تقشفها وقوتها، كما ألقى المزيد من الضوء على مسألة جدلية هي مسألة تطور هذه الكائنات الغريبة.

أبحاثٌ كثيرةٌ كانت أخضعت هذه الكائنات المائية للدراسة حيث يعمل العلماء على فهم كيف تستجيب كل الكائنات لظروف المرض والعسرة.

أما في هذا البحث الجديد فيقول العلماء اليابانيون إنهم وجدوا جيناً فريداً في التارديغريد مسؤولاً عن حماية الحمض النووي DNA، وعندما أضافوا ذاك الجين إلى خلايا بشرية نامية في وعاء مختبري، تبين أن معدل الضرر الذي تصاب به الخلايا البشرية بعد التعرض للإشعاع، يخف بمعدل 40% مقارنة بالخلايا البشرية غير المحقونة بذلك الجين.

تاكيكازو كونييدا باحث من جامعة طوكيو، وأتسوشي تويودا باحث من المعهد الوطني للعلوم الجينية، كتب كلاهما في رسالة إلكترونية للوول ستريت جورنال "إنه هذا أهم ما اكتشفناه أثناء العمل، ألا وهو علاقة جينات دب الماء (التارديغريد) الفريدة بدرجة تحمل الخلايا، وأن هذا التحمل قابلٌ للنقل إلى خلايا حيوانية أخرى".

كذلك تُلمِح الدراسة إلى أن هذه الكائنات ذات الأرجل القصيرة والثخينة والمعروفة بدب الماء لشبهها بالدببة وموطنها المائي، قد طورت جيناتها الخاصة التي تساعد على البقاء بنفسها دون استعارتها من كائنات أخرى عبر عملية تسمى "الانتقال الجيني الأفقي".

وكان بحث صدر عام 2015 قد أثار جدلاً بين العلماء بزعمه أن حوالي 17% من جينات دب الماء جاءت من البكتيريا والفطريات، حيث يتعارض ذلك مع فرضيات التطور الحالية، والتي تعتقد بأن الكائنات تتغير ببطء عبر طفرات في جيناتها الخاصة وليس بتبني جينات كثيرة من كائنات أخرى. هذا ويحدث الانتقال الجيني الأفقي في الحيوانات إلا أنه نادر الحدوث.

القدرة على التحمل


الدراسة الجديدة اليابانية كشفت أن التركيب الجيني لدب الماء ذي القدرة العالية على التحمل به نسبة 1.2% لعل مصدرها من كائنات أخرى، ما يعني أن دب الماء لم يكتسب قدرته العالية على التحمل بتبني جينات التحمل من كائنات أخرى، حسب ما قاله د.كونييدا.

وتوجد مئات أنواع من دببة الماء تتنوع درجات تحملها وقدرتها على البقاء في وجه الظروف، وقد وقع اختيار العلماء من أجل الدراسة على واحد من أكثر تلك الأنواع صلابة ومراساً.

أما بوب غولدشتاين الذي هو عالم أحياء من جامعة كارولينا الشمالية في بلدة تشيبل هيل، وقائد فريق الدراسة المنشورة عام 2015، فقد رفض الإدلاء بتعليق على مكتشفاته الخاصة بالانتقال الجيني، إلا أنه أثنى على البحث الجديد بكلمة "رائع".

وحسب ما رأى د.كونييدا وزملاؤه، فإنه من المحتمل أن تكون هنالك جينات أخرى تدخل في عوامل صلابة التارديغريد وقدرتها على التحمل، فضلاً عن الجين الذي اكتشفوه والذي أسموه "مانع الضرر" Damage Suppressor ويقولون إن من المهم فهم كيف تتفاعل تلك الجينات سوية.

كما وجد العلماء اليابانيون أن 40% من جينات التارديغريد البالغ عددها 8023 جيناً، لا تشبه جينات الحيوانات الأخرى في أي شيء، وأن الخطة القادمة هي رحلة التعرف على تلك الجينات الأخرى المتعلقة بالتحمل والتأقلم.

-هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Wall Street Journal الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد