أعلنت روما أن إيطاليين يعملان في ليبيا تعرضا، الاثنين 19 سبتمبر/أيلول 2016، للخطف في جنوب هذا البلد، في حين قالت أوتاوا إنها تتحقق من صحة معلومات مفادها أن مواطناً كندياً كان معهما ولقي المصير نفسه.
وبحسب وسائل إعلام عدة فإن الإيطاليين والكندي هم موظفون في شركة تعمل في مطار غات في جنوب ليبيا قرب الحدود مع الجزائر وكانوا سوياً حين تم اختطافهم.
وقال متحدث باسم الخارجية الإيطالية إن "الوزارة أعلمت بالوضع وهي مذاك تتابع التطورات من كثب".
وأضاف: "نحن نعمل بأقصى قدر من التحفظ نظراً الى دقة الوضع".
من جهتها قالت السلطات الكندية إنها تحاول التحقق من صحة معلومات مفادها أن مواطناً كندياً تعرض للخطف في جنوب ليبيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكندية، مايكل اوشوغنيسي: "لقد وصلتنا معلومات مثيرة للقلق ولكنها غير مؤكدة مفادها أن مواطناً كندياً تعرض للاختطاف في ليبيا".
وأضاف: "نحن نتابع الموضوع بجدية عبر كل القنوات المناسبة للحصول على مزيد من المعلومات".
ويعمل الكثير من الشركات الإيطالية في ليبيا، حيث وقعت في السنوات الأخيرة عدة عمليات خطف استهدفت موظفين أجانب في هذه الشركات.
تحرير رهينتين ومقتل آخرين
وكان آخر هذه الهجمات وقع في يوليو/تموز 2015 حين تعرض 4 موظفين إيطاليين يعملون في شركة بناء للخطف قرب مجمع لشركة إيني النفطية الإيطالية في مليتة غرب طرابلس وهي منطقة سبق وشهدت عمليات خطف مماثلة.
وبعد 6 أشهر من احتجازهم رهائن لدى تنظيم الدولة الإسلامية الذي عمد بعيد اختطفاهم الى فصلهم ضمن مجموعتين في كل منها رهينتان، لقي الرهينتان الأولان مصرعهما في ظروف غامضة خلال هجوم شنته جماعة ليبية مسلحة على قافلة تابعة للتنظيم الجهادي في صبراتة (70 كلم غرب طرابلس)، في حين تم تحرير الاثنين الباقيين بعد أسبوع من ذلك خلال عملية عسكرية نفذتها قوات محلية ليبية في المدينة نفسها.
وإيطاليا، قوة الاستعمار السابقة في ليبيا، منخرطة بقوة في المساعي الدولية الرامية لبناء دولة مستقرة في ليبيا.
وتأتي عملية الخطف بعد أسبوع على قرار الحكومة الإيطالية إقامة مستشفى ميداني في مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، لمعالجة جرحى المعركة التي تخوضها القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً للتحرير لاستعادة مدينة سرت من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي.
وأوضحت روما أن 300 شخص بينهم 65 طبيباً وممرضاً و100 جندي سيتولون إدارة وحماية هذا المستشفى المعد لاستقبال جرحى القوات الحكومية الليبية، وأن طائرة نقل عسكرية من طراز سي-27 سترسل الى مصراتة أيضاً لاستخدامها عند الحاجة، بينما ستجوب سفينة حربية المياه قبالة ليبيا لتوفير دعم إضافي.
وصرحت وزيرة الدفاع روبرتا بينوتي: "قررنا إرسال نحو 300 شخص، هم 65 طبيباً وممرضاً و135 شخصاً للدعم اللوجستي و100 لحماية المستشفى".
ولم تحدد بينوتي موعد الانتهاء من تجهيز المستشفى، لكنها أشارت الى أن المجموعة الإيطالية "قادرة على التحرك فوراً"، لافتة الى أن حكومة الوفاق الوطني الليبية وجهت طلباً رسمياً في 8 أغسطس/آب ما أتاح لروما الاستعداد.
وعند جهوزه سيتضمن المستشفى 50 سريراً مع إمكانات لمعالجة جميع الحالات، ولو أن المصابين في وضع حرج سينقلون على الأرجح الى مستشفيات على الأراضي الإيطالية، كما يجري حالياً.
من جهته كرر وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني عزم روما على المساعدة في إعادة الاستقرار الى ليبيا بأسرع وقت، مؤكداً إرسال سفير إيطالي جديد الى طرابلس حالما تتيح الظروف ذلك.