انطلاقة عبر الأثير الافتراضي

لا حاجة لنا اليوم لأن نلهث خلف دور النشر، ولا حاجة لنا لأن نسعى بكل شغف لأن تُفْرِدَ لنا الجريدة عموداً من أعمدتها حتى يكون لقلمنا نصيب ويصل صوتنا وفكرنا للغير الذي نسعى إليه، يبدو أن سلفنا عانى كثيراً وواجه من المشقات الأكثر كي يوصل صوته ويدعم قضيته.

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/19 الساعة 05:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/19 الساعة 05:53 بتوقيت غرينتش

محظوظون نحن أصحاب هذا الجيل، وأي حظ هذا الذي نتحدث عنه، يبدو أن سلفنا من الكُتّاب يغبِطُونَنَا على ما نحنُ فيه من نعمةِ التكنولوجيا التي قدّمت خدمةً كبيرةً لنا، وأوصلت صوتنا صاحب الفكرة والهدف إلى الغير الذي نقصده ونوجه له رسالتنا.

كما أننا لا نحتكرُ فضائلَ اليومِ على أنفسنا فقط، فلكبارنا أحقيةٌ في مشاركتنا أقلامهم وأفكارهم وحكمتهم التي نحن منها نستفيد وبها نسترشد ونفخر.

لا حاجة لنا اليوم لأن نلهث خلف دور النشر، ولا حاجة لنا لأن نسعى بكل شغف لأن تُفْرِدَ لنا الجريدة عموداً من أعمدتها حتى يكون لقلمنا نصيب ويصل صوتنا وفكرنا للغير الذي نسعى إليه، يبدو أن سلفنا عانى كثيراً وواجه من المشقات الأكثر كي يوصل صوته ويدعم قضيته.

يجلس الواحد منا في غرفته أمام مكتبه تعبث أصابعه بأزرار لوحة المفاتيح، يُعد تدوينته التي ترتكز على هدف وتحمل في أعماقها رسالة، يقرأها مرةً تلو المرة، مرةً من نظر الكاتب وأخرى من نظر القارئ، يسألُ نفسه هل استخدم التعابير المناسبة؟ هل وُفق في اختيار المصطلحات؟ هل ستصل الفكرة بسلاسة؟ يطمئن على تدوينته ثم يرفعها للموقع، ويعود من جديد للكتابة في قضية أخرى، والهدف هنا التغيير نحو الأفضل.

تنافسية عالية بين قرناء امتلكوا الفكر وسلاحهم في إبراز فكرهم هو ثقافتهم وعلمهم، موجودون في عالم يتنافس في خلق الأخبار، فلا تكاد الأنفاس تُلْتَقَط من خبرٍ إلاّ ويطارده خبرٌ آخر يحمل من السخونة ما نستطيع معه أن نقارنه بحرارة الجحيم ثم نفاجأ بآخر أكثر سخونة بدرجةٍ تجعلُ الأقلام مستمرة في الكتابة والكُتّاب في صراعٍ عقلي لامتلاك توازنهم مع شلال الأخبار هذا.

شبابنا وعمداؤنا من أصحاب القلم والكلمة تجمعهم الآن منصات تبث أفكارهم عبر الأثير الافتراضي، حين تجد الأستاذ وطالبه يتشاركان منصة واحدة لبث الأفكار ومشاركة الواقع، تأكد حينها أن المنصة دَعّمَتْ نفسها بأركان وقواعدَ قوية وبدأت بتنمية قلم الشباب ليكون عميداً وأستاذاً آخر.

كما أن وجود كليهما عبر منصة واحدة لهو دعمٌ لقلم الشباب، ولا وجود لانتقاص من قدر العمداء من الكتاب والصحفيين، إنْ فَكّرَ البعضُ بذلك، دائماً ما ينصحنا ذوونا بأن نُجَالِسَ الكبار، لنستفيد من حكمتهم وخبرتهم ولنكبُرَ بعقلنا سنواتٍ تفوق أعمارنا الكثير، وهذا ما يحدث هنا.

دع حبرك ينطلق عبر الأثير الافتراضي مُزيناً بروحٍ تنافسيةٍ مع قرنائك وفخرٍ؛ لأنك تستقي حكمة الكبار الذين يشاركونك ذات الأثير، وركز على أن يكون لحبرك هدف ورسالة واضحة، وركز كذلك على التغيير، ولا تنسَ أن هناك قضايا كثيرة بحاجة للطرح تنتظر قلمك لتظهر للنور، ولا تجعل من نفسك كاتباً من أجل الشهرة، فهناك الكثير من الذين لا حول لهم ولا قوة يأملون أن يوجد من يحمل صوتهم للعالم، ولمن يصور الظلم الواقع عليهم بالقلم أو بالصورة.

انطلق الآن وأنت مليء بالمسؤولية ومؤمن بغيرك الذي أنت صوته الآن، كن إنسانياً في كتاباتك تجد لكلماتك صدى فعالاً وتأثيراً غير متوقع نحو الإيجابية والتغيير.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد