تسببت عمليات الحشد التي يقوم بها اثنان من مبعوثي البابا تواضروس، بابا الأقباط الأرثوذوكس في مصر، للمسيحيين في نيويورك ونيوجيرسي لاستقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال إلقاء خطابه بالأمم المتحدة، في إشعال معركة كلامية بين بعض أقباط المهجر والكنيسة.
ويتواجد الأنبا يؤانس أسقف أسيوط والأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص بقنا، بأميركا حالياً بتكليف من البابا تواضروس، لحث الأقباط على الخروج للترحيب بالسيسي أثناء إلقاء كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وإظهار دعم الشعب المصري له في مواجهة مظاهرات متوقعة ضده من مصريين وأجانب، حسب ما أشارا في لقاء عقداه مع مجموعات من الأقباط ونشرته مواقع قبطية.
وأظهر فيديو للقاء الأسقفين مع الأقباط هناك عقب قيامهم بقداس، سعيهم لحث الأقباط على الخروج لدعم السيسي، والتأكيد أن الرئيس المصري مرر قانون الكنائس الذي سيحل مشكلة الكنائس التي بنيت دون تصريحات في مصر وقننها.
وخلال اللقاء بالجالية المصرية القبطية بأميركا، قال الأنبا يؤانس إن "80% من المصريين الموجودين في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي بأميركا هم من الأقباط وتوجد مجموعة تريد مهاجمة الرئيس، وأنه على الأقباط أن يخرجوا للترحيب بالرئيس وإنجاح مهمته قائلاً: "إحنا بنعيش أحسن أيامنا.. ومتنسوش أيام الإخوان في مصر".
ورداً على سؤال: "لماذا تحثون الأقباط على استقبال الرئيس؟"، قال: "لأن هناك مجموعة أخرى منظمة ومُصرّة على مهاجمة الرئيس وتتطاول على سيادة الرئيس، علشان كده يا أقباط لازم نطلع نقول الحق فقط.. هنروح عشان نقف ضد الناس اللي بتهاجم ونروح نقول له أهلاً وسهلاً".
فضائح التواطؤ بين الكنيسة والسيسي…
لقاء الأنبا يؤانس والأنبا بيمن بأقباط نيوجيرسى لتشجيعهم على الترحيب بالس… https://t.co/99l3lCamXW— Dr.Khalil al-ِِAnani (@Khalilalanani) 16 septembre 2016
وقال إنه سيتم تخصيص حافلة أمام كل كنيسة في أميركا للذهاب الى مقر السيسي للهتاف والترحيب به ثم إعادتهم.
معني أن الكنيسة ترسل رجالها الي أمريكا لاقناع الاقباط باستقبال " السيــــس " يحمل في طياته معني واحد ان هذا " السيسي" فقد كتلة الاقباط
— علماني مصري (@Human_Secular) 15 septembre 2016
أما الأنبا بيمن فيرى أن على الأقباط الخروج لدعم السيسي لأنه "أعاد لهم حقوقهم بعدما كان تفرض عليهم "إتاوات" (ضرائب تؤخذ غصباً)"، واصفاً السنة التي حكم فيها الرئيس السابق محمد مرسي بأنها "سنة سودا"، وقال إن السيسي رسخ قاعدة جديدة هي بناء كنائس في أي مدن جديدة مثل بناء المساجد.
أقباط يعارضون كنيستهم
وكتب الناشط مجدي كامل على حسابه على فيس بوك منتقداً الأمر بالقول:
وحذر في مقال آخر نشره قائلاً إنه "سنعتبر كل اسم جاء في بيان الكنيسة لدعوة الأقباط للترحيب بالسيسي خائن للشعب القبطي وللقضية القبطية ولأرواح شهداء الأقباط ولتاريخ الكنيسة ولأقوال الإنجيل الداعية للشهادة للحق".
وتابع: "ندعو الشعب القبطي فى كل مكان في أميركا إلى أن يرفض ما جاء في هذا البيان، وأن لا يخرج أحد مرحباً بمضطهده، فهذه مازوخية نربأ بشعبنا أن يقع فيها، فنحن مسؤولون أمام الله عن تصرفاتنا".
وسخر الناشط كمال صباغ من دعوات حشد الأقباط قائلاً على فيسبوك:
وكتب الناشط القبطي "أمجد سوريا" يقول: "الصح إن إحنا ولا نخرج معه ولا ضده لو إحنا خرجنا معاه يبقي معندناش أي إحساس تجاه اضطهاد الأقباط في مصر ولو خرجنا ضده هنعطي فرصة للإرهابيين اللي هيخرجوا ضده هنا في أمريكا التجاهل زي مهو بيتجاهل مشاكل الأقباط".
فيما قال رفعت رشدي على موقع صفحة الأقباط الأحرار: "الأساقفة يضعونا في مواجهة مع الإخوان، يذهب السيسي والأساقفة إلى مثواهم ويظل الحقد والكره في قلوب الإخوان والسلف كامناً لنا حتى تأتي لحظة تمكنهم مرة أخرى وهي ليست ببعيدة عن شعب مغيب متعصب، ونواجه نحن أو أولادنا بل إننا نواجه الآن نتائج فكر الكنيسة".
وأضاف: "نحن على الأقل لا نرحب ولا ندين ويا ريت الكنيسة تترك هذه الأمور لرموز المسيحيين ويبتعد رجال الدين عن السياسة".
وطالب الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، أقباط المهجر بعدم التصعيد خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أميركا 20 سبتمبر/أيلول الجاري، مشددًا بحسب ما أشارت صحيفة "اليوم السابع"، على أن زيارة الرئيس السيسي لأميركا تأتي لتحسين صورة مصر خارجيًا في ظروف صعبة، ويجب تنحية الخلافات جانبًا.