ألقى الشيخ "عبد الرحمن السديس" الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وإمام وخطيب المسجد الحرام، خطبة يوم عرفة، خلفاً لمفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الذي اعتذر لظروف صحية.
وبإلقائه خطبة عرفة، اليوم الأحد 11 سبتمبر/أيلول، في مسجد نمرة بمشعر عرفات، يكون السديس (56 عاماً) هو أول "خطيب لعرفة" خلفاً لمفتي السعودية بعد أكثر من 3 عقود.
وحضر آل الشيخ الذي عين مفتياً عاماً في السعودية منذ عام 1999، خطبة عرفة اليوم حيث ظهر جالساً على مقعد بمسجد نمرة حيث عين خطيباً له منذ عام 1981.
خطوط حمراء
وقال الشيخ "السديس" في خطبته، إن "أمن الحرمين وسلامة الحجيج خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها برفع شعارات سياسية أو نعرات طائفية".
ودعا السديس في خطبته قادة الأمة الإسلامية للتضامن، وتنسيق الجهود، لحل قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين، ومأساة سوريا، والوضع في العراق واليمن.
ودعا خطيب عرفة، القادة المسلمين إلى "معالجة كل ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف بالاحتواء والحوار والإنصات ورفع الظلم عن المظلومين".
رسائل
وإلى جانب رسالته لقادة المسلمين، وجه السديس رسائل لحجاج بيت الله الحرام، والعلماء والدعاة، ورجال الإعلام قائلاً: "هذا بيت الله الحرام آمن بأمان الله، فاحذروا الإخلال بأمنه وعظموا شعائره، احذروا تكدير صفو شعائره ومشاعره".
كما دعا السديس علماء الإسلام ألا يكونوا سبباً في تفريق الأمة قائلاً: "اهدوهم إلى سبيل الرشاد، تكلموا بالحق ولا تتكلموا بالباطل، احذروا الحزبيات والتصنيفات والفرقة والانقسامات".
ودعا السديس رجال الإعلام إلى "تسخير الإعلام ووسائله ومواقعه في نصرة الدين، والدفاع عن الإسلام، وبيان محاسنه، والتزام أمانة الكلمة ومصداقية الحرف، والبعد عن الإثارة والشائعات والبلبلة".
كما حذر الشباب المسلم من "آفة الإرهاب والتكفير، وكل طريق يفرق الصف ويؤدي لاختلاف الكلمة، وتمزيق الشمل".
الدعاء للمسلمين المضطهدين
ووجه السديس الشكر لمفتي السعودية، قائلاً: "من الوفاء الواجب الشكر والدعاء لشيخنا ومفتينا الذي وقف على هذا المنبر العظيم طيلة 35 عاماً، موجهاً ومرشداً وناصحاً للأمة، فجزاه الله خيراً وبارك في عمره وعلمه وعمله وخلفه".
واختتم السديس خطبته بالدعاء للمسلمين المضطهدين في دينهم في كل مكان، وأن يحقن دماء المسلمين، وخص بالدعاء فلسطين وأهل الشام والعراق واليمن ومسلمي أراكان.
وتوافدت جموع غفيرة من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات اليوم لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم- والاستماع لخطبة عرفة.
وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع، والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها 8 آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
وتقدم المصلين الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، ومفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
الشيخ السديس
ويعد السديس من أشهر مرتلي القرآن الكريم في العالم، حيث تمكن من حفظ القرآن قبل أن يبلغ من العمر 12 عاماً.
وشغل عدة مناصب أبرزها تعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام قبل 33 عاماً.
وفي مايو 2012، صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً عاماً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي برتبة وزير.