بعدما اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ، قمة العشرين الأولى لبلاده، بحث آلاف الصحفيين الأجانب الذين توافدوا إلى شرق الصين لتغطية هذا الحدث على تخصيص مكانة في قلوبهم للمدينة المضيفة.
وغالباً لن ينسى الصحفيون الأجانب مدينة هانغتشو قريباً.
في الأيام الأخيرة، ذُهل الصحفيون الأجانب واحتاروا في كيفية تمكن الحكام "المستبدين" في الصين من تحويل المدينة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة إلى مدينة أشباح لضمان قمة خالية من المتاعب، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ذُكر أن أكثر من ثلث سكان هانغتشو "تم إقناعهم" بمغادرة المدينة فيما سمّته وسائل الإعلام الرسمية الصينية بالنزوح الجماعي الذي شهد إجبار السيارات على إخلاء الطرق وأُعلنت فيه عطلة رسمية لـ7 أيام.
صدرت الأوامر لآلاف السكان بإخلاء المباني السكنية المحيطة بمركز المؤتمرات، حيث اجتمع زعماء العالم، لمنع حدوث هجوم منها.
كما وُضع المعارضون تحت الإقامة الجبرية أو أجبرهم رجال الأمن على مغادرة المدينة.
تركت أحياء كاملة مهجورة بعد أن تم الدفع بالعمال المهاجرين إلى خارج المدينة عندما صدر أمر بإغلاق المصانع ومواقع البناء التي يعملون فيها في محاولة لخفض التلوث.
قضى الصحفيون الأجانب أياماً وهم يسيرون في شوارع هانغتشو الخلفية الغريبة والفارغة – قلقين أن يكون رجال أمن الحزب الشيوعي يرصدون خطواتهم – في مهمة قليلة الحظ في الحصول على مقابلات.
وقال وو يوهوا، صاحب متجر الأعمال اليدوية الذي يبلغ من العمر 43 عاماً، إنه قرر مغادرة المدينة بعد أن توقف زبائنه، ومعظمهم من العمال المهاجرين، عن المجيء في الأيام السابقة لقمة العشرين، وقال: "لا توجد تجارة، ولكنك لاتزال مُطالباً بدفع الإيجار".
قالت لي يندينج، صاحبة متجر معكرونة، لصحيفة "نيويورك تايمز" إن هناك أوامر صدرت لها بإغلاق المحل. "قالوا لنا إن هذا شيء يحدث مرة واحدة في العمر، وإذا حدث أي شيء أثناء وجود أوباما هنا، يمكن إقالة المسؤولين، ولذلك قالوا لنا: من فضلكم أغلقوا المحل".
لم يكن إجبار السكان على مغادرة المدينة هو الطريقة الوحيدة المستخدمة لضمان أن تسير قمة العشرين الأولى التي تراها الصين فرصة لتعزيز سمعتها كقوة عظمى، بدون أية عوائق.
فقد توالت عمليات أمنية واسعة، وقامت القوات الخاصة المسلحة بحراسة مداخل المدينة وفرق قوات التدخل السريع بمراقبة التقاطعات في أنحاء المدينة. كما تطوع ما يقرب من 760 ألف مواطن، ومعظمهم من كبار السن يرتدون شارات حمراء، وتم توظيفهم لمراقبة المدينة.
It is a ghost town pic.twitter.com/YvmRaypyNL
— Sam Coates Times (@SamCoatesTimes) ٥ سبتمبر، ٢٠١٦
حتى في بكين، التي تبعد أكثر من 1200 كم شمال مدينة هانغتشو، كان يُمكن رؤية كبار السن من "متطوعي الأمن العام" يتجولون في محطات الحافلات أو يكمنون تحت الأشجار. ومنذ أن بدأ زعماء العالم بالتجمع في الصين الأسبوع الماضي، أصبحوا يقضون أيامهم في النميمة على الأصدقاء والأقارب، بينما في الوقت نفسه يراقبون الارهابيين والجواسيس المحتملين.
أعلن شي جين بينغ الاثنين الماضي عن النجاح الذي حققته جهود حكومته. وقال للصحفيين الذين تجمعوا في هذه المدينة الضخمة الفارغة على نحو غريب: "لقد سجلتم لحظات مثيرة في رئاسة الصين لقمة الـ 20. ونقلتم للعالم نجاح هذه القمة.. وعملكم الشاق هو الذي ساعد على أن تضع الصين ختمها في قمة العشرين".
ترك الصحفيون الأجانب هذا التصريح وهم لايزالون يحاولون فهم ما رأوه.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.