في تصعيدٍ جديد تجاه المملكة العربية السعودية، دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامئني الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2016 العالم الإسلامي إلى التفكير في حل لإدارة السعودية مناسك الحج بسبب ما وصفه بالسلوك "الظالم" حيال الحجاج.
خامنئي قال في بيانٍ نُشر على موقعه الإلكتروني إن على المسلمين "أن يفكروا تفکیراً جاداً بحل لإدارة الحرمین الشریفین وقضیة الحج بسبب ما وصفه ب"سلوکهم" (حكام السعودية) الظالم ضد ضیوف الرحمن" مضيفاً إن "التقصیر في هذا الواجب سیعرِّض الأمة الإسلامیة مستقبلاً لمشکلاتٍ أکبر"، على حد قوله.
إيران لا تحترم القوانين الدولية
وكان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير قد اتّهم، منذ عدة أيام إيران بعدم احترام القوانين الدولية، وبمحاولة إدخال أسلحة إلى البحرين والكويت والسعودية.
وانتقد الجبير ما سماه دعم إيران لحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، وقال إن "على إيران أن تقرِّر هل هي في حرب أو عكس ذلك؟ إذا كانت في حرب ولا تحترم القوانين الدولية وتمضي في مخططاتها فلا يمكن التعاطي معها".
وجّه المرشد الأعلى في إيران الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2016 رسالة بمناسبة بدء موسم الحج تتضمن كلمات قاسية بحق السعودية دعا فيها إلى ضرورة إيجاد حلٍّ لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج بسبب ما وصفه "السلوك الظالم" للمملكة العربية السعودية تجاه الحجاج.
وعزفت طهران عن إرسال مواطنيها لأداء فريضة الحج على خلفية مقتل عددٍ كبير من مواطنيها فيما عرف بحادثة التدافع التي أدت لمقتل المئات وإصابة قرابة ألف، واعتُبرت أسوأ كارثة تقع في موسم الحج منذ 25 عاماً.
واتّهمت السعودية إيران بتقديم مطالب، وصفتها بأنها غير مقبولة مقابل إرسال مواطنيها للحج.
وجاء الرد بعدما اتهمت طهران الرياض بوضع عراقيل أمام الحجاج من مواطنيها.
وسبق أن قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن "إيران طلبت الحق في تنظيم مظاهرات، وطلبت امتيازات ستثير الفوضى في الحج وهذا غير مقبول".
وأضاف "إن السعودية توقع كل عام مذكرات تفاهم مع 70 دولة بهدف ضمان أمن وسلامة الحجاج، ولكن إيران رفضت هذا العام التوقيع على المذكرة".
وتابع أن "الرياض وافقت على تسهيل ترتيبات سفر الحجاج الإيرانيين، على الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية والجوية بين البلدين".
وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بسبب اقتحام حشود للسفارة السعودية في طهران في يناير/ كانون الثاني 2016، بعد تنفيذ حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي السعودي نمر باقر النمر.
على صعيد آخر، أشار خامنئي إلى أن هناك اتهامات قوية بضلوع الولايات المتحدة في التحضير لمحاولة الانقلاب في تركيا، وقال لو ثبت هذا الأمر فإنه سيشكل فضيحة كبرى لأميركا، بحسب رأيه.
وبحسب خامنئي فإن واشنطن تلعب دوراً في تعزيز الجماعات التكفيرية وتقويتها بهدف إثارة الخلافات في صفوف الأمة الإسلامية.
واعتبر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أن طريق الحل لقضايا المنطقة يكمن في اتحاد الشعوب والحكومات المسلمة والصمود أمام الأهداف الأميركية وبعض الحكومات الغربية، بحسب اعتقاده.