يرثي الساخر السياسي باسم يوسف، والذي أصبح معروفاً لدى الكثيرين بـ "جون ستيوارت مصر"، الخطاب "المعادي للأجانب" لدونالد ترامب المرشّح الرئاسي للحزب الجمهوري.
وفي حديثه لشبكة CNN، انتقد يوسف هؤلاء الذين ينشرون "الدعايات" التي تشجع ما وصفه بأنه "لا إنسانية مُمنهجة" ضد اللاجئين.
قال يوسف "هذا النوع من الخطابات – التي تنشر الخوف والشك تجاه الآخر- ليست شيئاً جديداً ونحن معتادون على ذلك في الشرق الأوسط" وأضاف "تحتاج دائماً إلى شيء تتمسك به، إلى عدو توجه له كرهك، لتغطي على عجزك وفشلك".
في يوم جمعة منذ عام واحد، انتشرت صورة لجثة الطفل السوري آلان كردي البالغ ثلاثة أعوام. توفي كردي، الذي هرب من كوباني بسوريا مع عائلته وجرفته المياه على الشاطئ التركي بعد غرق القارب الذي كان يحمل لاجئين في البحر الأبيض المتوسط.
أيقظت هذه الصورة نقاشاً كبيراً حول دور العالم في مساعدة اللاجئين السوريين، ووصلت إلى الصدارة في السياسة الأميركية، بينما تعهد ترامب بإعادتهم من الولايات المتحدة إلى بلادهم التي مزقتها الحرب إذا انتُخب رئيساً.
يوسف، الذي يعرف تماماً ما يعنيه أن تكون مهاجراً، يغوص الآن في السياسة الأميركية ويهجو الديمقراطية الأميركية في "دليل الديمقراطية"، وهو برنامج على الإنترنت يُعرض على قناة Fusion، يسعى لإعطاء الأميركيين منظوراً شرق أوسطي لسياسات الولايات المتحدة ويتحدى المنظور التقليدي للعالم العربي والإسلامي.
يقول يوسف "لا أستطيع حتى أن أعبر عن حزني وأسفي تجاه هؤلاء الناس، ترك بلادهم ليس رفاهية بالنسبة لهم، بل بدافع الضرورة، بدافع البقاء على قيد الحياة".
حث يوسف ترامب ومن يعارضون اللاجئين على أن "ينظروا إليهم باعتبارهم بشراً، وأن يتفهموا حزنهم وألمهم".
وأضاف "هذا التجريد الممنهج من الإنسانية هو سبب نظرتنا السلبية للاجئين".
لم يتم الرد في الحال على الرسالة التي تُركت لحملة ترامب مساء الجمعة.
هدف في حد ذاته
يُؤرّخ فيلم "دغدغة العمالقة"، وهو فيلم وثائقي عُرض لأول مرة في مهرجان تريبيكا السينمائي عام 2016، رحلة يوسف.
استضاف جراح القلب الذي صار ساخراً سياسياً، البرنامج التلفزيوني المصري "البرنامج"، الذي استلهم من برنامج ستيوارت "ديلي شو"، وكان كلٌ من ستيوارت ويوسف قد ظهرا كضيف خاص في برنامج الآخر.
في بدايات عام 2011 عندما جاء الربيع العربي إلى مصر، احتشد الآلاف في ميدان التحرير، حيث أدت المظاهرات إلى الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك.
وسريعاً صار يوسف، الناقد للحكومة المصرية منذ وقت طويل، شوكة في خاصرة الحكومة المصرية.
انتقد برنامجه إدارة الرئيس الأسبق محمد مرسي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، وتناول المحرمات الاجتماعية واستخدم الفكاهة لتنبيه السلطات للممارسات غير الديمقراطية.
يقول يوسف "كان لي نصيب من المشاكل في ظل نظام الإخوان المسلمين والنظام الذي يليه، وانتهى بنا الأمر بالتحقيق معنا، ومنع برنامجنا من البث من الهواء مرة، ثم مرة أخرى".
في عام 2013 اتُهم يوسف بإهانة الإسلام وإهانة مصر وصدر أمر بالقبض عليه، ثم أُطلق سراحه لاحقاً بكفالة.
ولكن بعد ضغوط مكثفة من الحكومة، أعلن يوسف فجأة توقّف عرض برنامجه في يونيو/حزيران 2014.
ثم غادر يوسف مصر خوفاً على سلامته وسلامة عائلته وانتقل إلى الولايات المتحدة.
يقول يوسف "السخرية قوية للغاية، خاصةً في مواجهة الخوف والدعاية لأنها تُحلل الأشخاص وتكشف كذبهم وهراءهم، وتُعطي للناس رأياً أكثر موضوعية لما يحدث".
– هذا الموضوع مترجم عن موقع شبكة CNN الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.