حبب إلي النساء

وهكذا تكون قد حاولت فعلياً تطبيق السنة باقتفاء أثر حبيبك (صلى الله عليه وسلم) الذي ما ضرب امرأة قط، بل كان يقول: "أطعموهن مما تأكلون واكسوهن مما تكتسون ولا تضربوهن ولا تقبحوهن‏"‏‏، و"استوصوا بالنساء خيراً".

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/02 الساعة 05:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/02 الساعة 05:23 بتوقيت غرينتش

خالتك اللطيفة وعمتك الحنونة من النساء أيضاً، لو تسأل أهلك كم فرحت خالتك بك عند ولادتك، بل قبل ولادتك، عند تشكلك، اسأل والدتك كيف طار النوم من عيونها وعيون خالتك عندما ظهرت بوادر الحمل بك.

المسلم الحقيقي وفيّ ويعترف بالجميل، استمتع فوراً بالاتصال بخالتك، اطمئن عليها، حاول الحصول على أرقام أولادها، إن كنت بعيداً أرسل لخالتك المصون ثمن دواء قلبها المشتاق لك، وثمن دواء أقدامها التي تهرول بها للمطار فرحاً باستقبالك، وإن لم تكن مريضة، تبرع لها بتكاليف رحلتها للحج أو للعمرة، اسأل عن صحتها وعن صحة زوجها وأولادها، أظهر لها أنها مخلوق حبيب قريب للقلب، وأنك متلهف لسماع صوتها الجميل، ومستعد دائماً وأبداً لفعل المستحيلات كي تنال رضاها.

ثم اسأل والدك عن مدى فرحة أخته عمتك، بولادتك، وكيف طار الزمان والمكان بها لحظة سماعها خبر قدومك السعيد، كما أن برّك بخالتك جزء من برّك بوالدتك كذلك برّك بعمتك جزء من برّك بوالدك، ما أجمل الانطباع السحري الأنيس الذي تتركه في فؤاد عمتك حين تزورها دورياً للسؤال عن أحوالها، ما أجمل تبنيك لنفقة أحد أولادها المجتهدين وتعبيرك عن رغبتك بمساعدة زوجها الفقير، إن جبر خاطر عمتك بالإحسان لكل عائلتها شاهد حقيقي على أنك من أتباع النبي (صلى الله عليه وسلم)، حيث رسم الحبيب الأعظم (عليه الصلاة والسلام) في أحاديثه كلها صور المسلم الوصال المحبوب الكريم الآلف والمألوف "أمرت أن أصل من قطعني وأعطي من منعني وأعفو عمن ظلمني".

يا له من خير أخضر يبقى طعمه ومذاقه الحلو في قلوب العائلتين، عندما تشكل أنت صلة الحب بينهما، مهمتك قصقصة الخلافات البسيطة الطارئة بين والدك ووالدتك وبين أهليهما، بل يجب عليك أن تكون ساعي بريد المحبة بين العائلتين لإشاعة حالة من الانسجام تليق بالأسر العربية المؤمنة التي طالبنا الدين بتشكيلها، ولا يغب عن خاطرك أن جدتك لأمك وجدتك لأبيك داخلتان ضمن مفهوم "حُبب إليّ من دنياكم: الطيب والنساء، وجُعلت قرة عيني في الصلاة".

لتتكفل أنت شخصياً بعيادة جدتيك الرؤومتين دورياً وبشراء الأدوية عند الحاجة وبطلب الرضا والدعاء بالتوفيق من قلبين عامرين بالحنان.

إن فهمك العميق لحب النبي العظيم (عليه الصلاة والسلام) للنساء يجب أن يدفعك إلى إكرام ابنتك بتدريسها القرآن الكريم والسنة الشريفة، ويدفعك إلى الإحسان كل الإحسان إلى زوجتك بغض النظر عن إحسانها إليك أو عدم إحسانها، ويدفعك إلى مصالحة والدتك مع خالاتك عند الشجار ومصالحة والدك مع عماتك عند الشجار، ويدفعك إلى برّ والدتك ووالدتها ووالدة والدك.

وهكذا تكون قد حاولت فعلياً تطبيق السنة باقتفاء أثر حبيبك (صلى الله عليه وسلم) الذي ما ضرب امرأة قط، بل كان يقول: "أطعموهن مما تأكلون واكسوهن مما تكتسون ولا تضربوهن ولا تقبحوهن‏"‏‏، و"استوصوا بالنساء خيراً".

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد