بعد مرور 26 عاماً تمكن الكويتي بندر المطيري من ضم ابنه ماهر بين ذراعيه، طاوياً بذلك صفحة فراق فرضته ظروف الغزو العراقي للكويت عام 1990.
في مشهد أقرب للخيال، التقى بندر ابنه الذي غادره في سنته الأولى، وحالت الظروف دون أن يكحل عينيه برؤيته ينمو ويترعرع في أحضانه.
قصة فراقهما تعود لعام 1990، إذ يقول المطيري إن "ابنه غادر مع أمه العراقية إلى مدينة البصرة".
ويروي أن ابنه "ماهر كان يعيش مع أمه التي طلقها في الكويت آنذاك، وحين حصل الغزو غادرت حاملة الطفل معها إلى مدينة البصرة العراقية، لتنقطع الاتصالات بينهما".
ويضيف الوالد الذي غمرته فرحة اللقاء بعد كل هذه السنوات، أنه بعد تحرير الكويت سجل ابنه لدى الهلال الأحمر بين المفقودين الكويتيين، واستمر بالبحث عنه بشكل شخصي عبر كل من يعرفه من المنطقة التي تنتمي إليها طليقته، لكنه فشل في العثور على أثر لابنه.
ونشرت صحيفة "الأنباء" الكويتية الإثنين 29 أغسطس/آب 2016 مقطع فيديو لوالد ماهر المطيري لحظة لقائهما وهما يبكيان.
المطيري وبحسب تصريحاته لم ييأس وظل متمسكاً بخيوط الأمل، في عودة ابنه، الذي غادره رضيعاً، إلى أن جاءه اتصال قبل سنتين، يفيد بأن ابنه يعيش في كنف أخواله، وأنه راغب في العودة إلى الكويت للعيش مع والده.
وأضاف: "الاتصال الذي كان مصدره أحد أخوال ماهر، كان منطلق رحلة عودته، وبدأت التواصل مع لجان المفقودين والهلال الأحمر الكويتي والسفارة الكويتية في العراق، الذين ساعدوني وبذلوا جهوداً مضنية في رحلة استعادة ابني، التي توجت قبل يومين بدخوله الكويت عبر منفذ العبدلي (شمال)".