التقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، في اللقاء الأول من سلسلة اللقاءات المقرّر عقدها بين رؤساء الدول الأوروبية بهدف حماية الاتحاد الأوروبي من صدمة ما بعد خروج بريطانيا.
والتقى الزعماء الثلاثة في قمة مُصغّرة على حاملة طائرات في الجزيرة الإيطالية فينتوتين، واتفقوا على أنه لابد من توسعة التعاون في مجال الدفاع والاستخبارات، والاشتراك في محاربة الإرهاب الإسلامي، بحسب ما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، الثلاثاء 23 أغسطس/آب 2016.
وبينما كانت ميركل تدعو المخابرات الوطنية في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لتبادل المعلومات مع بعضهم البعض بعناية أكثر، قالت "لابد أن نبذل المزيد من الجهود لمواجهة الإرهاب الإسلامي والحرب الأهلية في سوريا، من أجل ضمان الحفاظ على أمننا الداخلي والخارجي".
وخلال الأيام القادمة، سيلتقي الزعيم الفعلي لأوروبا بثمانية رؤساء ورؤساء وزراء من دول الاتحاد الأوروبي، كجزءٍ من الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الكتلة بأكملها.
في أثناء حملة الاستفتاء الأخيرة في المملكة المتحدة، دخلت الحملة المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في جدال قائلة إن تبادل المعلومات الاستخباراتية السرية لا يحدث ما بين دول الاتحاد الأوروبي، وإنما عن طريق الاتفاقات الثنائية بين الدول. أما عن الاستخبارات البريطانية، فهي مرغوب فيها بشدة ويسعى الجميع وراءها، بسبب علاقتها الوثيقة بوكالات الاستخبارات الأميركية.
وتخوض المستشارة ميركل حملةً انتخابية العام المقبل، وتعلم جيداً أنه هناك رغبة قليلة في ألمانيا في حدوث تكامل اقتصادي داخل الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي اقترحه العديد من وزراء المالية الأوروبيين بعد التصويت بخروج المملكة المتحدة في شهر يونيو/حزيران الماضي.
واتفق القادة الثلاثة على أنه يجب بذل المزيد من الجهد من أجل منع اللاجئين من المخاطرة بأرواحهم في البحر بهدف الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وقال رينزي أن 102,000 من المهاجرين، وصلوا إلى السواحل الإيطالية حتى الآن في عام 2016، مقارنة بـ105,000 مهاجر في نفس الوقت من العام الماضي، وأكد على ضرورة تقديم المساعدة "لأولئك الذين يحتاجون إليها حقاً".
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: "يجب أن تعمل أوروبا على حماية نفسها، ولكن في نفس الوقت، تُرَحِّب بمن دفعت بهم الظروف إلى المنفى مُعَرِّضين حياتهم إلى الخطر في معظم الأحيان".
يذكر أن بريطانيا ستبقى جزءاً من الاتحاد الأوروبي على الأقل لمدة عامين مقبلين، ولكنها ستحتاج أن تتأقلم على الحياة على الهامش. وأعلنت ميركل عن اجتماع غير رسمي ما بين قادة الدول الأوروبية الـ27 الأعضاء، ومن المخطط أن يُعْقَد هذا الاجتماع في براتيسلافا الشهر المقبل. وقال متحدّث باسم المستشارة الألمانية أن الهدف من الاجتماع هو "البدء في عملية تفكير متبادلة ما بين جميع الأطراف، لتحديد الشكل الذي نريد أن تكون عليه أوروبا".
وقالت ميركل: "تقف أوروبا الآن في موقف الشاهِد. نحترم كثيراً قرار البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي، ولكن في نفس الوقت، الدول الـ27 الأعضاء الباقية تريد إظهار تركيزها على تحقيق الازدهار في أوروبا".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.