حذرت الأمم المتحدة، الثلاثاء 23 أغسطس/آب 2016، من موجة نزوح لم يشهدها العالم منذ سنوات خلال عملية استعادة مدينة الموصل ثاني مدن العراق من تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتنفذ القوات العراقية حالياً عمليات لمحاصرة مدينة الموصل بهدف تنفيذ هجوم واسع واستعادة السيطرة على المدينة التي تعد آخر أكبر معاقل الجهاديين في العراق.
وذكر تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن أكثر من 200 ألف عراقي فرّوا من منازلهم منذ مارس/آذار الماضي، بسبب العمليات العسكرية ضد الجهاديين.
وأشار التقرير إلى أن "الهجوم المرتقب على الموصل قد يؤدي، إذا ما طال أمده، إلى نزوح أكثر من مليون عراقي إضافي".
الأسوأ لم يأتِ بعد
وحذر برونو جيدو، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق، من أن "الأسوأ لم يأت بعد ونتوقع أنه قد يؤدي الى نزوح جماعي على نطاق لم يشهده العالم منذ سنوات عديدة".
ونزح حوالي 3,4 مليون عراقي جراء أعمال العنف والعمليات التي أعقبت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في يونيو/حزيران 2014 على مساحات شاسعة، بينها الموصل التي كان يقدر عدد سكانها بمليوني نسمة.
ومن الصعب تحديد أعداد الذين مازالوا يعيشون في الموصل حالياً، لكن الأمم المتحدة ومصادر أخرى ذكرت أن ما يصل إلى مليون مدني لا يزالون في المناطق الخاضعة لسيطرة الجهاديين في الموصل.
وقال الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين، أدريان أدواردز، للصحفيين في جنيف إن الأمم المتحدة لا تعرف عدد السكان حالياً في الموصل، ثاني مدن العراق، لكن "ما يصل إلى 1,2 مليون شخص قد يتأثرون" بعملية تحرير الموصل.
مخيمات جديدة
وأضاف الناطق أن "المفوضية العليا تفعل ما بوسعها لإقامة مخيمات جديدة لاستقبال النازحين وتقديم المساعدة السريعة لهم، لكننا بحاجة للمال وأراضٍ جديدة لنصب الخيم".
ونداء المفوضية للحصول على 584 مليون دولار من أجل مساعدة النازحين العراقيين، لم يلبِّ سوى بنسبة 38% في مطلع أغسطس/آب.
وقال جيدو: "نحن ننشئ مخيمات جديدة ونقوم بالتجهيز المسبق للوازم الإغاثة العاجلة لضمان حصول الأشخاص الهاربين على المساعدة العاجلة".
وتابع: "لكن حتى مع أفضل الخطط الموضوعة، ستكون الخيام غير كافية لجميع الأسر التي بحاجة للمأوى، وسنكون في حاجة إلى تهيئة خيارات أخرى".
وتعمل الأمم المتحدة حالياً على خطط لتأمين مأوى طارئ لحوالي 120 ألف شخص. وتقوم المفوضية أيضاً بسلسلة عمليات لتوسيع بعض المخيمات القائمة ومن أجل إقامة مخيمات أخرى في 6 مواقع شمال العراق.
وبحسب تقديرات وكالة الأمم المتحدة فإن حوالي 400 ألف شخص يمكن أن يفروا في اتجاه جنوب الموصل، وحوالي 250 ألفاً نحو الشرق و100 ألف نحو الشمالي الشرقي في اتجاه الحدود السورية.
ومن المتوقع أن تكون القيارة، خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، منطلقاً رئيسياً لانطلاق عملية واسعة باتجاه الموصل.
وتعرضت السلطات العراقية والمنظمات الدولية بينها الأمم المتحدة إلى انتقادات لفشلها في معالجة نزوح أقل بكثر مما قد يحدث في الموصل، خلال عملية تكللت بالنجاح في يونيو/حزيران، لاستعادة مدينة الفلوجة، غرب بغداد.
وبدأت القوات الخاصة العراقية، الثلاثاء، عملية لاستعادة السيطرة على ناحية القيارة، الواقعة على بعد 60 كيلومتراً إلى الجنوب من الموصل، من قبضة الجهاديين.