أنت الطاقة، أنت عامر بالمدد والعلم والفهم، لا تصدق من يتحدث عن مصادر خارجية للطاقة، أسجدَ الله تعالى لك ملائكته بصفتك ابن نبيه الحبيب آدم عليه السلام، تجّول في نفسك (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)، ما هو هذا الذي في أنفسنا؟! كل شيء، كل شيء موجود في أنفسنا، القوة، والقدرة، والطاقة، والجمال، والحب، والخير، والضمير، والإنسانية، كلها مكونات نحن مكونون منها، طيب، لماذا خبت نارها، لماذا خف توهجها؟
السبب هو الشواغل والشوارد والصوارف التي تصرف الروح عن روحانياتها، فالشاي، والقهوة، والنرجيلة، وورق اللعب، ووسائل التباعد الاجتماعي، والتلفاز، والأصحاب الأشرار، كلها صوارف عن نور الطاقة المبين، مع أنه شديد الوضوح.
خفوت طاقات أجسادنا نتيجة طبيعية لخفوت طاقات أراوحنا، (إذا عرف السبب بطل العجب) ما الحل؟
الحل هو القضاء على السبب، إنارة الروح بنورها الحقيقي، لا النور المزيف، يقولون إن الموسيقى هي غذاء الروح، وهذا ضلال، غذاء الروح هو راحة الروح (أرحنا بالصلاة يا بلال)، الصلاة هي الروح لأرواحنا المتعبة، هي إراحة للوجدان والخاطر، يقولون (إن المشروبات الروحية تنعش الروح)، وهذا ضلال، المشروبات الكحولية تقتل الروح، تقضي على الروح، تشتت الروح، وتدهس العقل والضمير، أفضل طريقة للحصول على الطاقة هي أن تكون أنت أنت، (إن الله خلق الإنسان على شبهه ومثاله)، أن تكون يقظ الضمير عامر النيات الخيّرة، أنت تكون متلهفاً لإغاثة الملهوف، كم مائة مرة سمعنا عن قصص شفاء أصحاب الأمراض المستعصية بعد دفعهم الصدقات؟! هل هذه مصادفة؟ لا يوجد مصادفات في هذا الكون: "إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً".
أفضل طريقة للحصول على الطاقة -أرجوك صدقها واعمل بها- هي المصداقية، الصدق الأخضر الشفاف المبارك، إياك أن تلتوي، إياك أن توارب، إياك أن تلف وتدور، ليكن لك وجه واحد فقط، تلقى به ربك، بعد أن تلقى به الناس وأنت واضح مباشر صريح، تجاوب جواباً واحداً عن السؤال، وليس مجموعة أجوبة زائغة التباسية سابحة في الفضاء!
كأن موضوع الطاقة كلها يدور حول الأخلاق؟ نعم جداً تماماً صح، الصادق الأمين موفور الطاقة، الكاذب الغشاش مهدور الطاقة، التضجر التذمر الشكوى ليل نهار تحرق طاقة الجسد وتحرق أيضاً طاقة الروح، الامتنان لرب الأكوان والزهد بالمال والتواصي بالحق والتواصي بالصبر شواحن مذهلة لطاقة مذهلة، ألا ترى معي أن عاق الوالدين متشائم مهزوز يخاف من خياله؟ ألا ترى معي أن بار الوالدين ميسور الحال مطمئن البال؟ ألا ترى معي أن الزوجة الخائنة تعيش في جحيم لا يطاق؟ ألا ترى معي أن الزوجة الصابرة التقية النقية البشوشة الوفية توزع طاقات روحها الرائعة على أفراد أسرتها كلها؟
أفضل طريقة للحصول على الطاقة هي صلاة الفجر؛ حيث تكون أنت والكون في انسجام تام مطلق، أنت تشرق على الشمس بطاقتك النورانية المشعة، والشمس تشرق عليك بالابتهاجات والابتهالات لرب الأرض والسماوات.
للحصول على طاقة الطاقات كن متناغماً مع الكون، ساجداً لخالقه الجميل، سابحاً في ملكوته الغريب العجيب المؤنس النوار، زر البر وتعلم الاتساع الأصفر، زر البحر وتعلم الاتساع الأزرق، زر السماء وتعلم الاتساع اللامحدود، يا الله ما أحلى هذا الكون! صدقني هو مسخر لك، مطيع لتوجهاتك الشريفة، كن على قدر المسؤولية، لتكن النية على قدر العطية.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.