كتب أحد الأطباء القلائل الباقين في حلب عريضة التماس تدعو الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للمساعدة في إنهاء قصف المدنيين والمدارس والمستشفيات في المدينة.
كان الطبيب حمزة الخطيب قد كتب في وقت سابق إلى كل من الرئيس أوباما والمستشارة ميركل لدعوتهما إلى استخدام نفوذهما لمساعدة المدنيين والأطباء في حلب.
تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الثلاثاء 23 أغسطس/آب 2016، نقل عن د. حمزة قوله: "لكن ردهم لم يتغير على مدار السنوات الخمس الماضية. آثرت ميركل الصمت، والبيت الأبيض ردّ على رسالتنا بإدانة فاترة – ولم تتخذ أي خطوة جدية".
وأضاف الخطيب: "لم نر جهداً حقيقياً من الرئيس أوباما أو المستشارة ميركل لمنع الهجمات الإجرامية ضد المدنيين والمستشفيات".
وقع ما يقرب من 200،000 شخص على العريضة حتى الآن.
كتب الدكتور حمزة الخطيب واصفاً الوضع الراهن في سوريا: "أنا أحد الأطباء القلائل المتبقين في شرق حلب، الذين يقدمون الخدمات الصحية لما يقرب من 300 ألف مواطن".
واصفاً الوضع الراهن في سوريا، الدكتور الخطيب يكتب: " ترتكب الفظائع كل يوم، والنظام السوري والطائرات الروسية يستهدفون المدنيين بشكل منهجي والمستشفيات في جميع أنحاء المدينة."
ويتابع: "لمدة خمس سنوات، كنا شهوداً على معاناة آلاف المرضى والأصدقاء والزملاء. لخمس سنوات يتحدث العالم عن تعقيد الوضع في سوريا، بينما لا يفعل أحد شيئاً يذكر لحمايتنا. الشهر الماضي نفذت 42 هجمة على المنشآت الطبية في سوريا، خمس عشرة منها على المستشفيات التي أعمل بها أنا وزملائي. وعلى هذا المعدل، يمكن تدمير الخدمات الطبية لدينا في حلب بالكامل في غضون شهر، وترك 300،000 شخص للموت. ما يؤلمني وزملائي أن علينا اختيار البعض منهم لإنقاذهم وترك البقية يموتون. فأحيناً يأتينا عدد من الأطفال المصابين بإصابات بالغة، فنضطر لأن نختار أولئك الذين لديهم فرصة أكبر في النجاة، وأحياناً لا نتملك المعدات التي تمكنا من إنقاذهم".
وأضاف: "في الشهر الماضي، كان أربعة مواليد جدد يصارعون في من أجل البقاء في الحاضنات، ثم أصابت قذيفة المستشفى وقطعت الكهرباء والأكسجين عن الحاضنات، فاختنق الرضع. انتهت حياتهم قبل أن تبدأ. برغم الذعر اخترنا أن نبقى هنا. لقد أقسمنا أن نساعد من يحتاج المساعدة ومن واجبنا أن نبقى. كل ما نريد هو أن يقوم أوباما وميركل بواجبهم أيضاً. لا نريد دموعهم ولا صلواتهم، نريدهم أن يتدخلوا لإنهاء هذا الوضع. عليهم أن يثبتوا أنهم أصدقاء للسوريين".
صورة الطفل عمران
لقد أصبحت صورة الطفل السوري المذهول والملطّخ بالدماء بعد أن انتشله رجال الإنقاذ من تحت الأنقاض رمزاً للذعر الذي يعيشه أطفال حلب في حياتهم اليومية.
وقد ظهر عمران دقنيش، 5 سنوات، مغطى بالغبار بعد أن استخرج من تحت الانقاض على المقعد البرتقالي في سيارة إسعاف.
يظهر عمران في الفيديو وعلى وجهه تعبير الذهول والصدمة وهو يمسح الدماء من على جبهته.
شهدت حلب معارك ضارية في الأسابيع الأخيرة، حيث تقاتل القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على المدينة من قوات المعارضة.
في أغسطس/آب الجاري، وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر معركة حلب بأنها "واحدة من أكثر الصراعات المدمرة في العصر الحديث".
تمكنت القوات الموالية للحكومة، بدعم من القوات الجوية الروسية، من محاصرة الثوار ونحو 300 ألف من المدنيين في الأحياء الشرقية للمدينة في يوليو، مما دعا الأمم المتحدة إلى التعبير عن مخاوفها من معاناة كارثية إذا طال أمد ذلك الحصار.
ومع ذلك، أدى هجومٌ شرس من قبل الآلاف من قوات المعارضة من خارج المدينة إلى كسر الحصار في 31 يوليو/تموز، ثم اشتد القتال منذ ذلك الحين. كلا الجانبين يقصف المعارضين دون تمييز، مما يتسبب في خسائر هائلة في البنية التحتية والأرواح.
الميليشيا الكردية الرئيسية، المعروفة باسم وحدات حماية الشعب (YPG) تتحكّم في العديد من الأحياء ذات الأغلبية الكردية في الشمال.
قوات المعارضة الرئيسية في المدينة هي لواء نور الدين زنكي، وهي مجموعة محافظة متشدّدة؛ وأحرار الشام؛ وجبهة فتح الشام الموالية لتنظيم القاعدة، المعروفة سابقاً باسم جبهة النصرة.
-هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.