قام سكوت ريتشاردز بعمل صفحة على موقع فيسبوك الغرض منها جمع الأموال للاجئين الأفغان.
وقامت السلطات في دبي باحتجاز مواطن مزدوج الجنسية بريطاني أسترالي لمدة شهر واتهمته بمشاركة منشور على فيسبوك لدعم ومساعدة اللاجئين في أفغانستان، بحسب تقرير لصحيفة "نيوزويك" الأميركية.
كان سكوت ريتشاردز البالغ من العمر 43 عاماً أمضى 22 يوماً في السجن بعد أن تم احتجازه في يوم 28 يوليو/تموز الماضي، واتهمته دولة الإمارات العربية المتحدة بجمع الأموال من دون إذن.
كان ريتشاردز، وهو أب لطفلين قد نشر رابط الحملة الخيرية التي قامت بها عائلة الزوان لجمع الأموال من أجل ملابس للشتاء وأكياس للنوم لمعسكر للاجئين في أفغانستان.
يعيش سكوت الذي ترعرع في أستراليا مع زوجته وطفليه في دبي، حيث يعمل مستشاراً للتنمية الاقتصادية.
ووفقاً لقوانين الإمارات الصارمة فلا يمكن جمع الأموال لحملات في المدينة الخليجية من دون إذن من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، إذ تصل العقوبات على مخالفة القانون بالسجن من شهرين إلى سنة كاملة وغرامة تصل إلى 100 ألف درهم (20 ألف جنيه إسترليني، 27 ألف دولار).
ظروف احتجازه
وزعمت والدة سكوت، بينلوبي هابرفيلد، إنه لم يتم السماح لابنها بتغيير ملابسه إلا مرة واحدة في الأسبوع، كما يتعين عليه دفع أموال للسلطات مقابل حصوله على الماء.
وأضافت في حديثها لصحيفة "إيفنينج ستاندارد" أن "زوجته تعيش تحت ضغط شديد، إذ لا يسمح لها بإمداده بالأمتعة إلا مرة واحدة في الأسبوع. وتأخذ له الأموال حتى يستطيع شراء المياه وطعام إضافي".
وبحسب الصحيفة الأميركية "أكملت والدته حديثها قائلة إن "زوجته تشعر بالقلق عليه، وتشعر بالقلق على نفسها، وخائفة من نفاد الأموال لديهم لأنها بذلك ستضطر لترك البلاد، وهي أيضاً خائفة على أولادهم".
وكانت الصفحة التي شاركها ريتشاردز على صفحته على فيسبوك تستضيفها منصة "جو فاند مي" التي تسعى لجمع 35 ألف دولار أميركي من أجل ملابس شتوية ومأوى للأطفال اللاجئين في معسكر شهاري قمبر الذي يقع بالقرب من العاصمة الأفغانية كابول.
يُذكر أنه لقى أكثر من 100 طفل مصرعهم في الأربعة أعوام الماضية في المخيم جراء عوامل الطقس.
أكدت الشرطة أن ريتشاردز قام باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتوصية بحملة لجمع التبرعات تديرها جمعيةخيرية أميركية تعمل في أفغانستان.
قوانين لا تحصى
وقالت مجموعة "محتجزين في دبي" للصحيفة الأميركية إن المغتربين دائماً ما يجدون أنفسهم في السجن بسبب قوانين الإمارات التي لا تُحصى والسهولة التي يمكن للناس من خلالها أن يقوموا بتقديم الشكاوى.
وتنقل نيوزويك عن"رداها سترلينغ"، المتحدثة باسم مجموعة "محتجز في دبي"، والتي تطالب بالحرية ليتشاردز وغيره من المغتربين المقبوض عليهم معه، للإذاعة الأسترالية "أي بي سي" أن "المغتربين يقعون بشكل دائم في شَرَك القانون، ويقعون ضحايا بسبب أشخاص آخرين، وذلك لسهولة تقديم الشكاوى ضد أي شخص في دبي".
وأضافت: "هناك الكثير من القوانين المختلفة التي تبدو غريبة على الوافدين والمغتربين، ولكن الإمارات لا تبذل أي مجهود لإعلام الوافدين بها، وفي حالة مثل حالتنا حيث من الواضح جلياً الظلم الواقع فيها، فالأمل في حالتنا يقع على المجهودات الدبلوماسية التي قامت بها الحكومة الأسترالية في الماضي".
ومنذ القبض عليه من منزله في 28 يوليو/ تموز وإيداعه مركز شرطة المرقبات "منطقة وسط دبي" لم تستطع زوجة ريتشاردز رؤية زوجها إلا مرة واحدة كل أسبوع، وإجراء مكالمات هاتفية محدودة.
ومن جانبها قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تقوم بـ"تقديم الدعم" في حالة ريتشاردز.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة Newsweek الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.