قال مسؤولون أميركيون الجمعة 19 أغسطس/آب 2016، إن الجيش الأميركي سحب من الرياض مستشارين عسكريين كانوا يشاركون في تنسيق الغارات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن وإنه قلص بشكل حاد عدد المستشارين الذين يشاركون في تقديم المشورة للحملة من أماكن أخرى.
وقال اللفتنانت إيان ماكونهي المتحدث باسم سلاح البحرية الأميركية في البحرين إن أقل من خمسة أفراد أميركيين يعملون حالياً كامل الوقت في "خلية التخطيط المشترك" التي أنشئت العام الماضي لتنسيق الدعم الأميركي ومنه تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو والتبادل المحدود للمعلومات.
وأوضح المتحدث إن هذا العدد يقل كثيراً عن عدد العسكريين الذي بلغ في ذروته نحو 45 فرداً جرى تخصيصهم كامل الوقت في الرياض ومواقع أخرى.
ويبدو أن سحب المستشارين -الذي يقول مسؤولون أميركيون إنه يأتي بعد هدوء في الغارات الجوية في اليمن مطلع العام الجاري- سيخفض الانخراط اليومي للولايات المتحدة في تقديم المشورة للحملة التي تعرضت لانتقادات لتسببها في سقوط مدنيين.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة سحبت المستشارين العسكريين من الرياض في يونيو /حزيران.
وقال كريس شيرويد المتحدث باسم البنتاغون إن "التغيير لن يقلص الالتزام الأميركي تجاه دعم العمليات العسكرية التي تقودها السعودية."
وأضاف قائلاً "فريق خلية الدعم الذي كان في السعودية يتمركز الآن في البحرين."
وتابع أن طائرات التزود بالوقود الأميركية لا تزال تمد الطائرات السعودية بالوقود.
لا علاقة له بالمخاوف الدولية
وقال المسؤولون إن تقليص عدد المستشارين العسكريين لا يرتبط بالمخاوف الدولية المتزايدة بشأن الضحايا المدنيين في الحرب اليمنية المستعرة منذ 16 شهراً والتي أدت إلى مقتل نحو 6500 شخص نصفهم مدنيون.
كما أكد المسؤولون الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم أن الولايات المتحدة قد تقرر تعديل دعمها عندما تزيد الضربات مرة أخرى.
وتعثرت جهود السلام في اليمن وكثفت السعودية مرة أخرى الحملة الجوية التي تقودها ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران.
ودفع الصراع اليمن إلى شفا المجاعة وكلف البلاد أضراراً بالبنية التحتية والاقتصاد تتجاوز قيمتها 14 مليار دولار.
ورفض اللواء أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية تأكيد التفاصيل بشأن نقل مستشارين عسكريين أميركيين لكنه قلّل من أهمية مثل تلك الإجراءات.
وقال عسيري إن العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة استراتيجية وإن الإجراء يتصل بأمر "على المستوى التخطيطي".
وأضاف المتحدث السعودي أن الولايات المتحدة ربما تجري تغييراً في المواقع لكن ذلك ليس له تأثير على العلاقة المشتركة بين البلدين.
دعم أميركي واسع
ومنذ انطلاق الحملة يقوم الجيش الأميركي بطلعتين يومياً في المتوسط لتزويد طائرات التحالف بالوقود. وقدمت الولايات المتحدة أيضاً دعماً محدوداً في مجال معلومات المخابرات لكن المسؤولين يؤكدون أن واشنطن لم تختر أي أهداف.
وقال مسؤولون أميركيون أنهم بحثوا عن سبل لمساعدة التحالف في تحسين تحديد الأهداف ووفروا حصول السعودية على ذخيرة توجه بدقة. لكن الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية وأيضاً بعض المشرعين الأميركيين انتقدوا في الآونة الأخيرة الضربات الجوية لطائرات التحالف.
وذكر تقرير سنوي للأمم المتحدة عن الأطفال والصراعات المسلحة أن التحالف الذي تقوده السعودية يتحمّل المسؤولية في 60 في المئة من وفيات وإصابات الأطفال في اليمن العام الماضي. وقالت السعودية إن التقرير يعتمد على معلومات غير دقيقة.
وضربت غارة جوية للتحالف يوم الثلاثاء مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود في اليمن مما أدى لمقتل 19 شخصاً ودفع المنظمة لإجلاء موظفيها من ست مستشفيات. وأرجعت المنظمة إجراءاتها إلى "فقدان الثقة في قدرة التحالف الذي تقوده السعودية على منع وقوع هجمات فتّاكة."