يقول وزير الأمن الداخلي جيه جونسون الأميركي إن رابطة ضباط الشرق الأوسط لتطبيق القانون، التي بدأتها فلسطينية وآخر يدعى كلداني، هي بمثابة "القوات البرية" في الحرب ضد التطرف.
كان وزير الأمن الداخلي جيه جونسون يتأمل حشداً من ضباط الشرطة أمامه يضم بعض النساء اللاتي يرتدين الحجاب، وضباطاً من أصول عراقية ولبنانية وسورية. ورحب بعض منهم بالآخر بالتحية العربية الرائجة، التي تُترجم إلى "السلام عليكم".
إجمالاً، كانت هناك صورة شاملة لجالية تتعرض للذم على نحو متزايد، لكنها تتحدى بشكلٍ مستمر الصورة التقليدية لما يعنيه أن يكون المرء عربياً أو مسلماً أميركياً.
"هذه هي قواتنا البرية. أنتم بمثابة قواتنا على الأرض، قال جونسون لـ 200 شخصٍ في الغرفة، حيث عمل كثير منهم كضباط شرطة في ميشيغان، وهي مدينة عربية أميركية إلى حد كبير.
المؤتمر الأول لرابطة الضباط
تحدث جونسون أمام أعضاء المؤتمر الأول لرابطة ضباط الشرق الأوسط لتطبيق القانون، التي تم تأسيسها قبل سنة من الآن، بواسطة مسلمة فلسطينية تعمل كقائدة حراسة في هيئة الجمارك الأميركية وحماية الحدود، وآخر كلداني يعمل أيضاً كمحقق في وزارة الأمن الداخلي.
وتقول الرابطة إنها ملتزمة بالقيام بالتوعية المجتمعية المطلوبة لإثبات أن الأمريكان العرب وغير العرب متساوون، تماماً كأن تكون عربياً أو مسلماً، وأن هذا لا يمثل تنقاضاً مع تطبيق القانون.
كانت فادية عودة تعمل بقسم الائتمان في شركة فورد للسيارات وأماً جديدة عندما وقعت هجمات 11 سبتمبر 2011، ما ألهمها الانضمام للجمارك الأميركية وحماية الحدود.
وشرحت عودة لجريدة The Daily Beast "لم أفكر أبداً في الانضمام إلى إحدى جمعيات تطبيق القانون، لكن بعد أحداث 119، كنت أحمل طفلي شاعرة بالذعر من المستقبل الذي ينتظره".
وكامرأة فلسطينية مسلمة، تقول عودة إن رد الفعل الذي تلاقيه غالباً ما يكون الدهشة حين يرى أحدهم امرأة عربية مسلمة ترتدي الزي الرسمي للشرطة.
وهي الآن تعمل كمدير مساعد لرابطة MELOA. كما أن ستيف فرانسز، مدير الرابطة، قد نشأ في بيت لم يتحدث فيه أحد الإنكليزية.
واستطردت عودة: "كان من الهام لنا أن نخرج للنور بسبب المناخ الحالي، أردنا أن نُري الناس أننا – الأميركان العرب – كثر، وأننا سنخرج للعالم ونخبره قصتنا، وهي قصة شخصية وحميمية للغاية، فأحياناً ما نطرح سؤالًا بالعربية، أو نتحدث عن طعام ما نعده في المنزل".
أغلب هؤلاء الضباط من العرب والأميركان المسلمين يرتدون الزي الرسمي للوكالات الفيدرالية، بما في ذلك الهيئة الأميركية للجمارك وحماية الحدود، ومباحث الأمن الوطني، وعمليات الإزالة والإنفاذ، والخدمات الأميركية للمواطنة والهجرة، والهيئة الأميركية للجمارك وحماية الحدود، وغرف العمليات الميدانية الأميركية.
بينهم يهود
لكن ستجد من بين هؤلاء أيضاً عدداً من اليهود والمسيحيين وغير العرب الملتزمين بنفس الجهود. والحقيقة أن من بين أعضاء مجلس إدارة الجمعية العشرة، عدد المسلمين هو اثنان فقط.
أخبرهم جونسون "أنتم تعيشون في المجتمعات نفسها التي نحاول بناء جسور معها".
لكن، وبينما تحدث جونسون، كان هناك كما يقول الإنكليز، فيل في الغرفة، وهو دونالد ترامب. للاستماع إلى الجهود هنا كان من المقرر أن تعرض القضية على الأميركيين. في هذا الاجتماع، تحدث ضباط شرطة عرب أميركان عن سبل تثقيف إدارات الشرطة المحلية بشأن الجالية الأميركية العربية، وعن إعطاء منح دراسية للطلاب العرب والمسلمين المهتمين بمجال إنفاذ القانون. وفي الوقت نفسه، في الحملة الانتخابية، دار حديث عن حظر المسلمين حتى من دخول الولايات المتحدة. وكبديل عن ذلك، قدم ترامب مؤخراً اقتراحاً يطلب فيه من العرب والمسلمين الانضمام للجنة لتحديد السمات التي تجعل شخصاً ما متطرفاً. وقال يوم الإثنين، على العرب والمسلمين أن يتوقعوا أن تتعرض هجرتهم للولايات المتحدة لـ"التدقيق الشديد" إذا فاز ترامب بالانتخابات.
تَرَك الخط الرفيع بين مساندة العرب وعزلهم البعض غير واثق مما إذا كانت جهود جونسون في التواصل مع العرب والمجتمع المسلم ستتحمل ما قد تواجهه في الشهور المقبلة من صعوبات. وأشار جونسون إلى ذلك في خطابه أمام رابطة MELOA الأسبوع الماضي.
قال جونسون: "برأيي أن نستمر فيما نحاول تحقيقه. يجب أن يمتد هذا ليصل لمن هم خارج الجمعية. وأنا أشجعكم على الاستمرار".
خلال فترة توليه منصب وزير الأمن الداخلي، تولى جونسون إدارة برنامج التوعية تجاه العرب والمسلمين، وحاول في كثير من الأحيان مقابلة قادة المجتمع المحلي. كثيراً ما أشار إلى قصته الأميركية باعتباره حفيد أستاذ جامعي إفريقي أميركي كان مستهدفاً في عام 1949 من قبل لجنة الأنشطة غير الأميركية (HUAC)، بعدما اتهم بالخيانة. ويعتقد جونسون أن جده قد استُهدف لأنه، أيضاً، كان يتحدى التفكير التقليدي لما يعنيه أن يكون المرء ذي بشرة سمراء في أميركا. لكن بعد حصوله على درجة الدكتوراة، أسقطت اللجنة في نهاية المطاف التهم الموجهة ضد جده، ولم تتحدث العائلة عن الحادث بعد ذلك. حتى أن جونسون لم يكتشف أمر التهمة إلا أثناء إجرائه بحثاً بخصوص خطاب حين كان يعمل كوزير للأمن الداخلي.
يقود جورج سليم حملة جونسون داخلياً، وهو أميركي مصري من أصل لبناني، قد كُلف ببناء شراكات مع العرب والمسلمين.
التركيز على الإرهاب
في كثير من الأحيان، يتم التركيز على التواصل مع العرب والمسلمين حول الإرهاب، وخلصت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن هجمات الإرهاب العالمي هي أقل الآن مما كانت عليه أثناء ثمانينات القرن الماضي. لكن الأمن في كثير من الأحيان يهتم بشكل كبير بالوقائع لا الإحصائيات فقط، وقد جعلت الهجمات في أورلاندو، وسان بيرناردينو، وكذلك نيس وباريس بفرنسا، جماعات مثل MELOA أكثر استعداداً للمساعدة.
ومع ذلك، لم يحدث إلا هنا، في مدينة تحتضن 100 ألف نسمة، وستة مساجد، أن التقى جونسون بالكثيرين ممن هم جزء من تطبيق القانون. في العام الماضي، توسعت MELOA لتشمل شيكاغو، ولوس أنجلوس، وأخيراً نيوارك، حيث يعيش في كل منها عدد كبير من الأميركان العرب.
ولكن لتوعية أوسع، لا يستطيع رؤساء الرابطة أن يعلنوا النسبة المئوية للأعضاء المسلمين، والمسيحيين، والعرب، أو غير العرب.
وقال فرانسز: "بصراحة. لا نذكر الدين قط. نعامل كل شخص على أنه أميركي فقط".
– هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Daily Beast الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية يُرجى الضغط هنا.