لماذا نضيء عندما نقع في الحب ؟

"حلاوة الحب تنسي وجعه"، هذه الجملة كفيلة بأن تنهي المقال، وتنهي أي حديث عن الحب، طال الجدال به، يقولون عندما نقع في الحب يصبح وجهنا مضيئاً، تحيط بنا هالة من الأنوار، نشعر وكأننا أخف وزناً، أقرب إلى الطيران، نأخذ أنفاساً عميقة ونخرجها بكل ما نحمل من حزن وإحباط، نوزع ابتسامات لمن يأتي في وجهنا، نرى أحلامنا سهلة المنال، فلدينا مفاتيح الحب التي نعتقد أن بها نستطيع فتح ما نبتغيه.

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/12 الساعة 01:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/12 الساعة 01:19 بتوقيت غرينتش

الحب.. أجد نفسي مبتسمة في كل وقت أكتب عنه، أشعر بأنني غارقة في حالة حب عميقة كلما غنّت له "ثومة"، فعندما غنت لحبيبها، وقالت "انت عمري"، شعرت وكأني أحب رجلاً لا توجد حياة بعده، وفي نفس اليوم يصادف أن أسمعها تبدع وتقول " كلموني تاني عنك.. فكروني"، فأجد نفسي أحن إلى حبيب آخر اضطرتنا الظروف إلى البعد، وأنسى من كان عمري في الأغنية الأولى.. ما سر ذلك الإحساس اللذيذ وهو "الحب"، الذي نلاحقه على الرغم من وجعنا منه أحياناً؟ هل نحب الوجع؟ بالطبع لا.. فلماذا نحب وجع الحب ونسعى له بكل الطرق؟

"حلاوة الحب تنسي وجعه"، هذه الجملة كفيلة بأن تنهي المقال، وتنهي أي حديث عن الحب، طال الجدال به، يقولون عندما نقع في الحب يصبح وجهنا مضيئاً، تحيط بنا هالة من الأنوار، نشعر وكأننا أخف وزناً، أقرب إلى الطيران، نأخذ أنفاساً عميقة ونخرجها بكل ما نحمل من حزن وإحباط، نوزع ابتسامات لمن يأتي في وجهنا، نرى أحلامنا سهلة المنال، فلدينا مفاتيح الحب التي نعتقد أن بها نستطيع فتح ما نبتغيه.

أتذكر إحدى صديقاتي التي كانت تأتي بابتسامتها البلهاء علينا دون داعٍ للابتسام حينها، أنا أعرفها جيداً، فهي لا تبتسم دوماً بهذا الشكل دون سبب، ولكن هناك مَن طرق بابها، وقال افتحي هذا أنا الحب، فمنذ أن فتحت ترك لها ابتسامة دائمة ووجهاً مضيئاً لا ينطفئ، في كل مرة أراها بعد أن أحبت، أشعر وكأنها صغرت سناً، أو ربما "احلوت"، أو ربما أصبحت أقوى وأسلم في نفس الوقت، صارت تتحدث عن طموحاتها بكل ثقة وجراءة، فهل حبيبها أعطاها تلك الحلول والطاقة؟ أم وحده الحب مَن يعطي؟ أم كلاهما جزء لا يتجزأ؟

تمنيت أن تستمر صديقتي في الابتسام بدون توقف، دعوت ربي أن يحافظ على إضاءة وجهها وقلبها طول العمر، فلم أرَها بذلك الشكل في أي وقت مر عليها مع "حدوتة" حب أخرى، كانت مجرد "حواديت" يقال عنها حباً، فلم أرَ تلك الطاقة الخارقة التي تسكنها حالياً، الطاقة التي تعطيها إحساساً بأن بإمكانها أن تعبر من خلال الحائط السد إذا فقط أرادت ذلك.

في يوم جاءت وكأنها كبرت عشرين عاماً فجأة، ليست هي ما أعرفها، يملأها الكسل والإحباط والسلبية، انطفأت وفقدت حلاوتها، سألتها عن السبب، قالت وهي تجر الكلمات بصعوبة: "مفيش الحدوتة بتخلص"، حينها رأيت في عينيها كم وجع وألم وخوف يكفي العالم، انتابني الرعب والخوف من ذلك الحب.. ذلك الإحساس الذي بمقدوره أن يرتفع بأرواحنا إلى سابع سماء، وفي لحظة أخرى لم يرضَ القدر عنا ينزل بنا إلى سابع أرض، فعلاً "أهل الحب صحيح مساكين"، دخلت مع نفسي كثيراً في جدال لا ينتهي بين "يا ترى الحب وحش ولا حلو؟!"، هل تستحق جنة الحب أن نستحمل آلامه ووجعه؟، بينما لا يستحق، والأفضل أن ننجو بأنفسنا ونهرب من ذلك العذاب الذي ينتظرنا حتماً لا محالة.

لا تهربوا.. كانت تلك إجابة صديقتي لي عندما عادت تضيء مرة أخرى، عندما عادت لمن تحب، باتت تبتسم وتنير الطريق لمن حولها مرة أخرى، وأعتقد أنها عادت أقوى وأحلى، فمن الممكن أن مرورها بتلك المشكلة ساعدها على اكتشاف ما هو جديد في العلاقة.. ساعدها على التمسك بجنة الحب واستغلال كل ما يصنعه ذلك السحر من طاقة خارقة بإمكانها فعل أي شيء، أصبحت تتعامل مع كل مشكلة جديدة تمر بها بشكل أذكى حتى لا تخسر الحب، أيقنت أنه كنز، ومن الغباء التفريط به إذا وجدناه.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد