أنهت ناشطة حقوق الإنسان الهندية إيروم شارميلا إضراباً عن الطعام استمر 16 عاماً اليوم الثلاثاء 9 أغسطس/آب 2016 احتجاجاً على قانون عسكري تقول إنه أدى لارتكاب فظائع في ولايتها بشمال شرق الهند وتعهدت بمواصلة معركتها بدخول معترك السياسة.
وانهمرت دموع شارميلا التي عرفت باسم المرأة الحديدية وهي تكسر إضرابها أمام الصحفيين بتقطير العسل في فمها. وقالت أنها ستواصل المعركة ضد القانون الذي يمنح قوات الأمن سلطات واسعة لتفتيش الممتلكات وإطلاق النار بدون تحذير في مناطق من ولاية مانيبور النائية.
وكانت شارميلا تتناول الغذاء عن طريق أنبوب أنفي منذ أن أوقفتها الشرطة الهندية عام 2000، ومنذ ذلك الحين بدأت صيامها اعتراضاً منها على قانون الأمن شديد القسوة، وهو قانون السلطات الخاصة
للقوات المسلحة، والذي يعطي قوات الأمن سلطات واسعة للغاية في ولاية مانبيور شمال شرقي الهند.
وسمح القاضي بخروجها بكفالة يوم الخميس الماضي، بعد أن أكدت له أنها سوف تنهي إضرابها عن الطعام. وبعد ساعات قليلة، ظهرت شارميلا في مؤتمر صحفي بدون الأنبوب الأنفي، ثم حصلت على لعقة عسل.
وقالت الناشطة أنها تخطط لخوض الانتخابات القادمة بولاية مانيبور، والمزمع إجراؤها في مطلع 2017، لكي تقاتل من أجل إسقاط قانون الأمن
.
تقول شارميلا البالغة من العمر 44 عاماً "إنني في حاجة إلى سلطة لكي ألغي ذلك القانون، وأنا التجسيد الحقيقي للثورة".
وعند سؤالها عن شعورها عندما تذوقت الطعام أخيراً بعد كل تلك الفترة، قالت "لن أنسى تلك اللحظة أبداً".
وبدأت شارميلا الإضراب عن الطعام في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2000، عقب مذبحة مالوم التي وقعت بقرية صغيرة في ضواحي إمفال عاصمة مانيبور، والتي قُتل خلالها 10 أشخاص على يد القوات شبه العسكرية التابعة للحكومة المسمار بـ "بندقيات آسام". واجهت الناشطة إثر ذلك اتهاماً بمحاولة الانتحار، والتي تعد جريمة في الهند.
ويُعتقد أن صديقها الهندي البريطاني، ديزموند كوتينهو، هو الذي أقنعها بإنهاء الإضراب.
وكانت السلطات الهندية أطلقت صراح شاميلا على فترات متقطعة خلال الـ 15 عاماً الماضية، إلا أنه لم يُسمح بزيارتها خلال الأشهر الأخيرة سوى لأشخاص معدودين.
ويتزامن تاريخ إنهائها للإضراب مع الذكرى السنوية الـ 70 لحركة استقلال الهند، وهو اليوم الذي يرمز إلى ذكرى كفاح الهند من أجل نيل حريتها من الحكم البريطاني. وقد فسر بعض الأشخاص أن اختيار نفس التاريخ ليكون اليوم الذي تنهي فيه صيامها الطويل، بأنه إشارة إلى خيبة أملها من العملية الديمقراطية في الهند.
وصرحت شارميلا خلال الأسبوع الماضي أنها تخطط لإنهاء إضرابها وخوض الانتخابات لكي تحصل على منصب سياسي.
وقال مسؤولٌ من مكتب منظمة العفو الدولية بالهند إن صيامها كان "دليلاً على ارتباطها بحقوق الإنسان".
ويسري قانون السلطات الخاصة للقوات المسلحة في كشمير الهندية وعدد من المناطق بشمال شرقي البلاد، والتي تشهد حركات تمرّد انفصالية. ويعطي ذلك القانون الحق لقوات الأمن بإطلاق الذخيرة الحية على المتمردين المشتبه بهم بدون الخوف من المحاكمة، وأيضاً الحق في إلقاء القبض على المسلحين المشتبه بهم بدون إذن قضائي. كما يمنح القانون سلطات موسعة لقوات الشرطة تُمَكّنهم من التفتيش ومصادرة الممتلكات.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفةThe Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.