هذا المقال إنما هو دعوة لإلقاء نظرة سريعة إلى ما يحيط بنا لعلنا نجد ما يغير حياتنا..
هناك الكثير من القيم التي أصبحت بلا معنى، فتناثرت كالرماد في أعماقنا، مما جعلها تكون هباءً منثوراً. فأصبحنا نبحث عن شيء جديد، وقيم جديدة، تحول موتنا حياة. مما يدعونا إلى نظرة سريعة حولنا وداخل البيئة التي نعيش فيها وإن كانت أشياء جامدة، ولكنها عظيمة وحية بمعانيها لمتأمليها.
هناك الكثير من هذه القيم التي قد تكون معلقة على جدار البيت، أو في الرف، أو على المنضدة، أو قد ترى من الشباك، فلوا تأملت لوحة منزلكم فستجد الكثير لتتعلمه منها، كلوحة السفينة التي كانت في منزلنا ففي صغري كنت أتامل فيها كثيراً فهذه السفينة التي تصارع الأمواج قد تمثلني وتمثل حياتي؟
فهيكل السفينة وبناؤها يمثل مراحل عمري ويتم بناؤها من قبل الوالدين فالمدرسة، والتجارب التي أخوضها، والشارع الذي العب فيه، أو حتى أمر منه فكل هذه المفردات إنما تمثل أجزاء من حياتي وحياتك.
والأمواج هي الصعوبات فقد تسقط أمام إحداها وقد تصمد أمام الكثير منها، لكن احذر ولا تستهن بها لأنها ستجعلك تهوي يوماً ما!
فلا تستسلم وأمضِ واختطَّ لك طريقاً بين هذه الأمواج وتعلم الصبر والمجالدة، فما فاز إلا من يستحق، وما وصل إلا المجتهد إلى بر الأمان.
وإذا نظرنا إلى أعمق من ذلك وهو قيادة هذه السفينة، فالقائد يوجه ويتحكم بالاتجاهات وبالأفراد والآخرون عليهم أن ينصاعوا للأوامر للوصول بسلام إلى بر الأمان كفريق متكامل من قائد وجنود ارتضوا العمل الجماعي الذي لا يخيب فيه لا فرد ولا قائد ولا مؤسسة.
انظر جيداً حولك فستجد الكثير لتتعلم منه. فالساعة تمثل الوقت والوقت يمثل عمرك، وكما قال الحسن البصري (يا ابن آدم إنما أنت أيام! كلما ذهب يوم ذهب بعضك فكيف البقاء؟).
والقلم يمثل العلم الذي يغير مصير الأفراد والأمم، والكتاب الذي يوفر لك معلومات قد تغير بك أو تعطيك مفتاح نجاح جديد يغير الباقي من حياتك.
وبالتأكيد القرآن فهو المفتاح لكل معضلة، وشفاء لكل داء وسقم، وبيت العارفين، وفؤاد المحبين، ونور للعاصين، وبه ينصر المظلوم، ويرفع الأذى، ويتحقق الهدف.
فبالقرآن حتماً يكون التغيير وتكون العودة الجديدة لكل فاهم قارئ بعين البصيرة والإدراك.
فيا أيها الشباب انظروا حولكم طويلاً وتمعنوا في النظر، ففي كل شيء قيمة وفي كل شيء حكمة، وكل شيء فيه معنى للتدبر فهناك الكثير بمقدوره أن يغير حياتك ويرفع شأنك، فحتى النمل الذي يمشي بانتظام لديه الكثير ليعلمنا، والسلام.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.