بين السحاب”12″ | وأخيراً.. زُرت “مدام توسو”

أصعب ألم أن تبتسم وبداخلك بركان حزن يفيض، أن تحاول أن تظهر سعيداً وأنت بداخلك قلاع من الألم المستعر، إنها الخيانة التي قتلت روحها وظل قلبها ينبض دون حياة، كم من قصص حب انتهت بحطام امرأة!

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/07 الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/07 الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش

في الصباح الباكر هبطتُ لبهو الفندق، وجدت نفسي متلهفة لتذوق الكرواسون الذي كانت رائحته معبئة المكان، كم كان لذيذاً وهو ساخن ومذاب بداخله الجبن، تناولته بنهم مع كوب من الشاي الأحمر بالنعناع، والأمتع أن المطر كان يسقط على استحياء، قطرات بسيطة معلنة أن اليوم سيكون حافلاً بالتقلبات المناخية المفاجئة، كنت مستعدة لتلك التقلبات.

ألتقيت بأنيتا وشددنا الرحال إلى متحف "مدام توسو"، وهو من أشهر متاحف الشمع في العالم، وقد أسسته مدام توسو عام 1761، والآن أصبح له أفرع عدة في ألمانيا والصين وأمستردام وأميركا، على باب المتحف وجدنا المئات مصطفين أمام شباك التذاكر، بعد ما يقرب من نص ساعة انتظاراً، أخيراً دلفنا المتحف وبمجرد رؤية تلك التماثيل الشمعية التي لولا أنني أعلم أنها تماثيل لشككت أنهم أُناس حقيقيون من مدى دقة نحتهم وروعة أشكالهم.

داخل المبنى قاعات عدة بدأتها بالقاعة الرئيسية والتي توجد بها الملكة إليزابيث وبعض الشخصيات المعروفة من البلاط الملكي، على اليسار وضع تمثال أميرة القلوب "ديانا" بعيداً عن بلاط الملكة وكأنهم ينبذونها حتى وهي تمثال.
أصعب ألم أن تبتسم وبداخلك بركان حزن يفيض، أن تحاول أن تظهر سعيداً وأنت بداخلك قلاع من الألم المستعر، إنها الخيانة التي قتلت روحها وظل قلبها ينبض دون حياة، كم من قصص حب انتهت بحطام امرأة!

في قاعة جانبية يوجد بها تماثيل الفنانين والممثلين العالميين، وكأنها ستوديو في هوليوود، أفضل شيء هناك أنه لا توجد علامات "ممنوع التصوير" أو بعدم الاقتراب، بل إن منظمي القاعة وضعوا في أماكن عدة كراسي بجوار بعض التماثيل حتى يتثنى أخذ صورة معهم، كما تم وضع تمثال لسيمون ولجنة تحكيم برنامج "The X Factor"على المسرح ويمكن الوقوف أمامهم، وكأنك أحد المتنافسين، شيء جميل الإبداع حتى في عرض التماثيل وذكاء في تلبية اهتمامات الزوار، هكذا تكون الدعاية للسياحة الناجحة.

"الموسيقى تعبر عما لا يمكنك قوله ولا تستطيع السكوت عنه".. أفلاطون

انتهى اليوم بعد جلسة نميمة لم أكن مهتمة بها كثيراً، ليس لعدم فضولي، ولكن لم أكن بعد أعرف تلك الشخصيات المسكينة الذين تم فضحهم بكل قسوة، لا أعلم لماذا يتلذذ الناس بمعرفة خبايا بعضهم بعضاً، لم أجد قط متعة في سماع قصص قد أكون أنا بطلتها في جلسة أخرى.

في صباح اليوم التالي اجتمعنا كلنا استعداداً للعودة للدوحة، جلسنا جميعاً وبدأ محمد في طرح أسئلة عن السلامة العامة، وبعد 5 دقائق توجهنا للمطار، كالعادة قمنا بإجراءات الأمن والسلامة وتسلم الوجبات، واستعددنا لاستقبال الركاب

لم أكن أعلم أن كل رحلة عبارة عن قصة لها سيناريو مختلف، سأطلعكم على قصة العودة في مقالي القادم…

يُتبع

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد